[يزيد فاضلي]

...حينَ يَمُدُّ قلبُ المُحِبِّ-أختي الكريمة الصغيرة وَهَج...-مَغرَمَهُ في التعلقِ بحُبٍّ عفيفٍ،يُعلقُ عليه آمالاً وآمالاً..ويَبني فيهِ أحلاماً وطموحاتٍ..ويزرَعُ في غيْمتِهِ البيْضاءِ أزاهيرَ من أماني وتطلعاتٍ مشروعةٍ،ثمَّ تأتي زخاتُ الأقدار-لأسبابٍ كثيرةٍ-بعوائدِ الخذلان التي تبعثُ على الإحباطِ والاكتئاب والشعور الآلِم بالانكسار فإنَّ مَغرَمَ الشعور والإحساس بـ ( تغابي ) تلكَ الآمال والأحلام والطموحاتِ أشدُّ إيلاماً ووقعاً على القلب من مُجردِ خذلانِهِ..!!

وأقسَى شيءٍ-بعْدَ الخذلان-أن يَرَى القلبُ الذي تشظى بوخْز إبره الشائكةِ رعونة الطرف الآخر بما يَشِي أنه متلذذ بذاك التشظي لحدِّ الاشتهاءِ..!!

إنه يُحبُّ في قرارتِهِ أن يَدفعَ بـ ( الحُبِّ ) إلى إعادةِ إنتاجهِ في النهايةِ على صورةِ القيْدِ الذي يَأسِرُ حِرَاكَ الإرادةِ في الاختيار،فما يُبارحُ المُهجة التي خفقتْ وأحبتْ وأخلصتْ إلا وهي تشخط كالقتيلةِ في دمائها..!!

ومُحِبٌّ كهذا،لا يَجبُ أن تـُعطى له أبداً فرصة تشهِّي بمراسيم انكساراتنا..!!

شيءٌ وحيدٌ فقط-أختي الصغيرة-هوَ ما سيبعثُ في أشلاءِ مُهجنا الممزعة بشِفار الخذلان جَذوة ًمن حياةٍ :

أن نتحاملَ على خوافِقنا القريحةِ-على فداحةِ غُرمِها-فنحاولُ جاهدينَ لملمة ما تبعثرَ من أشلائها الشهيدة..ونبدأ في تضميدِ كُلومها الغائرة...وقد علمتنا سننُ الحياةِ أن الرعافَ سيتوقفُ،والنزيفَ سيندملُ،فقط إذا نجحنا-ونحن في عز الشعور بالخذلان-في إعادةِ ترتيبَ ذواتِنا ورقائقنا الجريحة بأنْ :

نضعَ خفقاتِنا المشروعة وراءَ إرادتنا الحُرَّةِ،تتدثرُ بسياجِ كبريائنا...

ونطلِقُ حُبَّنا من أسْرِ التحَكَّمِ...

نعلـِّمُهُ-تلقائيًّا-بين جوانحنا-كيفَ يُحبُّ،من غير أنْ نفرضَ عليهِ اختيارَ مَنْ يُحبُّ..!!

ليترَبَّى-في مدرسةِ الحب-كيفَ يُواجهُ مَنْ يَفرضُ عليهِ الحُبَّ باسم الاختيار...!!!

وعلى دربْ الكلمةِ السعيدةِ-أختي الكريمة-تكونينَ إن شاءَ اللهُ دائماً...

أسعَدُ دائماً بقراءةِ نثرَاتِكِ...