عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-12-2013, 10:35 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...أينما اتجهتْ بكَ الذائقة الشعرية،وحيثما حلَّ بكَ القلمُ الحاني بعدْ ترحال المهجة والمشاعر في منافي الحرف..وزفراتِ آهاتِهِ..واغتراباتِ أشواقِهِ وأحزانهِ وأقراحهِ...فليسَتْ من بِدَعِ القوافي ولا من مَخاضَاتِ التداعي أن تستكنَّ الكلماتُ في قمقم أحرفِها أن تجثوا والهة ًمُوَلهَة ًفي صوْمعةِ هذا الراهب الشعريِّ العراقيِّ الذي داعبتْ نثرياتـُهُ المُرسَلة صولجانَ الشعر العمودي الخليلي المقفى..فكانَ من منخسِ موهبتِهِ المُتقدة ذلكَ الميلادُ الأثيل لأول قصيدةِ في ( أزهار ذابلة ) عند مساءاتِ العام سبعٍ وأربعين وتسعمائةٍ وألفٍ...

وكانَ أن صدحتْ أولُ صرخةٍ شعريةٍ من الشعر المنثور،تؤذِنُ بميلادِ وليدٍ شِعْريٍّ معمدانيٍّ في نهر القوافي..وكانَ لهذا الميلادِ ما بعْدَه..!!!

ولمْ تخطئْ يومَها فراسة السنونوَّة العراقية الكبيرة الشاعرة والأديبة العراقية الدكتورة نازك الملائكة حينَ أحستْ بهذه الشهقة الشعرية الجديدة التي ستوسِّعُ دائرة الإبداع الشعري وستمضي-في مَسار واحدٍ-بمعيةِ الشعر العمودي إلى سِمَاكِ الذرَى..!!

وَيْ..!!

هلْ يُعقلُ أن ينتشي شاعرٌ عربيٌّ معاصرٌ من صهباءِ قصيدةٍ..أو هل يُعقلُ أن ينتفضَ وجدانُ مُبدِعٍ عربيٍّ معاصرٍ دونَ أنْ تقرَعَ في معابدِ موهبتِهِ وذائقتهِ أجراسٌ وأجراسٌ من تراجيع بدر شاكر السياب..وأصداءِ روائعه التي نحتتْ في مرمر القصيدةِ بصماتٍ من اسمه الذي لا يُنسَى..؟؟!!!



..وهاهي ذي عروس عرائس قصائد ابن ( جيكور ) الرافض دوماً لسَوار التقفيةِ ولو كانتْ أساورَ أنوشروانية خلِعَتْ على قصيدٍ مُقفى..!!

هاهي ذي ( أنشودة المطر ) السيابية ترفلُ في خلاخِلَ الجرح الباسم بين رمش حوراءَ ومجدفِ واقعٍ يَئنُّ في جندول..!!

هاهي ذي ( أنشودة المطر ) وقد وشَّاها المطرُ البغداديُّ الحزينُ بوَشْيِ الهلال الخصيب..وأصدوحة بابلَ...فتثاءبتْ قطيْراتهُ حيناً هناكَ في خان الخليليِّ عند دمشقَ الشام..وتماهتْ هطولاً عند ثغور المثنى..وسهل اليرموك..إلى دفائن مأربَ وسبأ...إلى أقصى الأقاصي..إلى تطوان...!!!!

ما أروعكِ-أختي الكريمة المبدعة ريــــم-وأنتِ تستنقذينَ في متاهاتِ ضياعنا العربي والإنساني هذه الأغرودة التي تأبَّتْ عن لوافح القرِّ والقيظِ الغائرة في قحطِنا كما يتأبَّى تمثالُ السيابِ في باحةِ البصرة عن عوادي الزمن...!!!

أقرأ..وما زلتُ أقرأ ( أنشودة المطر )..فأكادُ أتمثلُ السيَّابَ بين ضباباتِ الرؤى..والأفكار..والمعاني يهمسُ لي كنسْرٍ متهالِكٍ جريحٍ :

قد عشتُ للحرفِ حتى عوَّضتْ وتري ** أعصابُ قلبي،فوَيْلُ القلبِ من نغـَمِي
قد عشتُ للحرف حتى ذبتُ في جُمَلي ** سهرتُ منذ اعتنقتُ الحرفَ لمْ أنـَــمِ
قد عشتُ للحرف إن الحرفَ دمرني ** أوَاهُ من حرفي،أوَاهُ من قـــــــــلمـــي...!!!


ألفُ شكرٍ لكِ-مبدعتي الكريمة الراقية-على هكذا انتقاء....
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس