[يزيد فاضلي]

...جوزيتِ ألفَ ألفَ خيْرٍ-أختي الكريمة المبدعة الفاضلة ريم الحربي-على إكرامنا بهذا النقل النبويِّ النورانيِّ الجليل...

نعَمْ..إنه ( الجامع الصحيح )..وما أدراكَ ما الجامع الصحيح..؟؟!!

وإنه أبو عبد الله البخاري..وما أدراكَ ما أبو عبد الله البخاري..؟؟!!!

أبو عبد الله البخاري..( أميرُ المؤمنين في الحديث )-كما لقبهُ بذلكَ الحُفاظ ُ والمُحدِّثون في كل زمان ومكان-العالِمُ العلـَمُ الحافظ الثبتُ الحجة الثقة..مفخرة الحديثِ النبوي الشريف ودرة تاج أهل الدرايةِ والروايةِ،وصاحب ( السلسلة الذهبية ) في صحةِ الأحاديث سَنداً ومتناً...

قيَّضهُ الله تعالى-مِنة ًمنه وعَطاءً-لخدمةِ وحِفظ وتخريج حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في منهجٍ من الدقةِ والتثبتِ لمْ يَسْبِقْ إليهِ غيره أحدٌ من أهل المِلةِ قط...

جمعَ-رحمه الله ورضيَ عنه-أزيَدَ من ستمائةِ ألفِ حديثٍ،ثم راحَ عُمْرَهُ كلهُ يعملُ على تمحيصها والتدقيق فيها حتى استقرَّ على تسعةِ آلافِ حديثٍ نبويٍّ صحيحٍ بسَندٍ جدُّ عالٍ،وهي المجموعة في جامعه الصحيح،وتقعُ في تسع مجلداتٍ من القطع الكبير في طبعاتٍ كثيرةٍ محققة..وشرَفٌ لمثلي أن يَملِكُها في مكتبته المتواضعة...

وقد أجمعَ جمهورُ العلماء الثقاتِ في تاريخنا أن ( الجامع الصحيحَ للإمام البخاري،هو أصحُّ كتابٍ في الأرض بعدَ كتاب الله تعالى ) ...

وقد قامَ كثيرونَ من علمائنا الحُفاظ السلف والخلف بشرحه..ولعلَّ أشهرَ وأوثقَ وأوسَعَ شروحاته هو موسوعة ( فتح الباري في شرْح صحيح البخاري ) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ورضيَ عنه،الذي يقع في أكثر من ثلاثينَ مُجلداً من القطع الكبير..ولأهميته صارَ العلماءُ يعنونه إيماءً وتلميحاً وتورية ًبالحديث النبوي : (( لا هِجرة بعد الفتح ))..!!

رحِمَ اللهُ الإمامَ البخاري..وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين،وعن سنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم خيْرَ ما يُجازَى عالِمٌ حافظ ٌعن سنةِ نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام..فأين يا ترَى يوجدُ مثله في فنه وميدانه ومجاله وأثره الجليل :

حلفَ الزمانُ ليَأتِيَنَّ بمثلِهِ ** حنثتْ يَمِينـُكَ يا زمانُ فكَفـِّرِ..!!

مرة ًأخرى...أثابكِ الله تعالى-أختي الكريمة-وجزاكِ كل الخير على اقتفاءِ أثر هذا النقل الالكتروني النافع..ودمتِ دائما موْصولة الخطا...