عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17-01-2014, 09:11 PM
الصورة الرمزية رمزي
رمزي رمزي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: صحار الخير،،
المشاركات: 273

اوسمتي

افتراضي

الحلقة الرابعة بتأريخ،،
15/ربيع الأول/1435هـ

قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:

((القاعدة الثالثة:
أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس مفترقين في عبادتهم:
منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفرق بينهم
))

قوله:
((أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس مفترقين في عبادتهم منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يفرق بينهم))

الشرح:
أهل الشرك أهواؤهم متفرقة، لا يجتمعون على شيء، ومع أنهم كانوا مختلفين فرق بينهم الهوى، فعبدوا ما عبدوا ومن عبدوا، وتكاثرت اتجاهاتم، مع كل ذلك قاتل النبي صلى الله عليه وسلم المشركين ولم يفرق بينهم، قاتل الوثنيين وقاتل اليهود وقاتل النصارى والمجوس وجميع المشركين،،

فأهل الشرك متفرقون في عباداتهم لا يجمعهم ضابط، لأنهم لا يسيرون على أصل، وإنما يسيرون على أهوائهم ودعايات المضللين،،


قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
((والدليل قوله تعالى:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

ودليل الشمس والقمر قوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}

ودليل الملائكة قوله تعالى:
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}

ودليل الأنبياء قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}

ودليل الصالحين قوله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}

ودليل الأشجار قوله تعالى:
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}

وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال:
{خرجنا مع النبي صلى الله عليه إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها:
ذات أنواط،،
فمررنا بسدرة فقلنا:
يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط} الحديث
))

قوله:
((والدليل قوله تعالى:
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}))

الشرح:
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

((الدليل على قتال المشركين من غير تفريق بينهم حسب معبوداتهم؛ قوله تعالى:

{وَقَاتِلُوهُمْ}
هذا عام لكل المشركين لم يستثن أحدا، ثم قال:

{حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ}
والفتنة الشرك، أي لا يوجد شرك، وهذا عام أي شرك، سواء الشرك في الأولياء والصالحين، او بالأحجار، أو بالأشجار، أو بالشمس أو بالقمر،،

{وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه}
تكون العبادة كلها لله، ليس فيها شركة لأحد كائنا من كان))


قوله:
((ودليل الشمس والقمر قوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}))

الشرح:
دلت الآية على أن هناك من يسجد للشمس والقمر؛ ولأجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، سداً للذريعة التي تفضي إلى الشرك، فالنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالنهي عن الشرك وسد ذرائعه المفضية إليه،،

قوله:
((ودليل الملائكة قوله تعالى:
{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}))

الشرح:
دلت الآية على أن هناك من عبدالملائكة والنبيين، وأن ذلك شرك وكفر،،

قوله:
((ودليل الأنبياء قوله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}))

الشرح:
في الآيات بيان أن الأنبياء والصالحين لا يدعون الناس إلى عبادة أنفسهم ولا إلى الغلو فيهم، ولا إلى طلب قضاء الحاجات منهم، وكل صالح عبد من دون الله فإنه يتبرأ من أولئك العابدين ولا يعترف بعبادتهم، ولا يلحقه شيء من المآثم التي اقترفوها،،


قوله:
((ودليل الصالحين قوله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}))

الشرح:
حرف أهل البدع دلالة هذه الآية وقالوا أن الوسيلة هي أن تجعل بينك وبين الله واسطة من الأولياء والصالحين والأموات ليقربوك إلى الله تعالى،،

والوسيلة المشروعة في القرآن والسنة هي:

الطاعة التي تقرب إلى الله عزوجل والتوسل إليه بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى،،

فهؤلاء الذين حرفوا دلالة الآية وأجازوا التوسل بالمخلوقين إنما قالوا كما قال المشركون من قبلهم الذين قال الله عنهم:

{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}


قوله:
((ودليل الأشجار قوله تعالى:
{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}))

الشرح:
دلت الآية على أن هناك من يعبد الأشجار والأحجار والأصنام التي ذكرت:

1-اللات:
اسم صنم في الطائف، وهو عبارة عن صخرة منقوشة عليها بيت مبني وعليه ستائر يضاهي الكعبة وعنده سدنة كانوا يعبدونها من دون الله عزوجل وهي لثقيف وما والاهم من القبائل،،

2-والعزى:
هي شجرات من السلم في وادي نخلة بين مكة والطائف،،

3-ومناة:
صخرة كبيرة في مكان يقع بين جبل قديد بين مكة والمدينة،،


قوله:
((وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال:
{خرجنا مع النبي صلى الله عليه إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها:
ذات أنواط،،
فمررنا بسدرة فقلنا:
يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط} الحديث))

الشرح:
ذكر الشيخ رحمه الله حديث أبي واقد الليثي قال:
{خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى حُنينٍ ونحن حُدثاءُ عهدٍ بكفرٍ وللمشركين سدرةٌ يعكفون عندَها وينُوطون بها أسلحتَهم يُقالُ لها ذاتُ أنواطٍ فمررنا بسدرةٍ فقلنا : يا رسولَ اللهِ اجعلْ لنا ذاتَ أنواطٍ كما لهم ذاتُ أنواطٍ فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اللهُ أكبرُ إنها السننُ قلتم والذي نفسِي بيدِه كما قالت بنو إسرائيلَ لموسَى: اجعلْ لنا إلهًا كما لهم آلهةٌ؛ لتركَبُنَّ سنَنَ مَن كان قبلَكم}

قوله: يعكفون: العكوف هو البقاء عندها مدة تقربا إليها،،

قوله: أنواط جمع نوط وهو التعليق أي ذات تعاليق، يعلقون بها أسلحتهم للتبرك بها،،

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:

{إنها السنن}
أي: الطرق التي يسلكها الناس ويقتدي بعضهم ببعض،،

وهذا الحديث فيه مسائل عظيمة:

1-خطر الجهل بالتوحيد، فإن من كان يجهل التوحيد حري أن يقع في الشرك وهو لا يدري،،

2-خطر التشبه بالمشركين وأنه قد يؤدي إلى الشرك،،

-3أن التبرك بالأحجار والأشجار والأبنية شرك وإن سمي بغيره، لأنه طلب البركة من غير الله عزوجل من الأحجار والأشجار والقبور والأضرحة،،


إنتهى التعليق على القاعدة الثالثة،،
__________________

~~
جَهَلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي
فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا


يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي
دعني, فقلبي لن يكون أسيرا


ربّي معي, فمَنْ الذي أخشى إذن
مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا


وهو الذي قد قال في قرآنه
وكفى بربّك هاديًا ونصيرا
رد مع اقتباس