عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2014, 12:21 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي العسكري الجزء الأخير




العسكري

الجزء الأخير

قال سليمان: أخوك سالم لمّن شرب الخمر طردوه الصيادين
فصار يسرق الناس, ويعتدي على خلق الله, من شان كذا
قبضوا عليه العساكر وحبسوه. وبعد مدة طلّعوه وهم يحسبونه
قد تاب عن الخمر وعن السرقة
لكن مع الأسف سالم تعرّف على ناس حرامية في الحبس, وتواعد معاهم يسويو
عصابة كبيرة,ولمّن خرج من الحبس راح معاهم على طول
وهذيلاك ناس مجرمين,يقطعون الطريق ويسرقون,الآدميين ويبيعونهم في الموالخ
وفي مرة هجموا على أسرة مسافرة في الخلاء,و قتلوا نفرين من ذيك الأسرة
لكن الناس أصحاب القافلة كانوا متسلحين, مع كل واحد منهم تفق
فتزاخوا بالرصاص مع العصابة,وأنصاب أخوك سالم,وأنقتل خمسة نفر من
العصابة و شردو البقية منهم,فأخذت الأسرة أخوك سالم لين سلّموه للحكومة
فتعالج لين صار زين. وبعدين ودّوه العساكر إلى مسقط
وحكم عليه القاضي بالحبس عشرين سنة في سجن قلعة الجلالي
ناصر: حسبي الله على بليسك يا سالم.زين وأخوي محمود مو سوّى؟
سليمان: قلت لك محمود رجع للقرية.ومن أول يوم وصل راح
مع أمه خالتي أم محمود من شان يخطبوا أختي عيشه
ناصر: يقف غاضبا: موه؟
يخطبوا عيشه و آني خاطبنها من زمان؟
سليمان: إجلس الله هداك, ما عيفيدك الزعل هالحينه
يجلس ناصر مغتاظا
سليمان: أكمّل السالفة ولاّ لا؟
ناصر:كلّه مني ما طعت أمي يوم تقول لي لا تسافر
سليمان: بالعكس ناصر.أنت سوّيت الشيء الصحيح
لكن خالتي أم محمود شوي طمّاعة,وما تشوف
حد أحسن من عيالها,من شان كذاك ضغطو هي وأمي على أبوي
إلين زوج عيشه من أخوك محمود
فلمّا عرفت عمتي أم ناصر بالماضوع,إنقهرت وصارت
ما تأكل شىء البر.إلين ماتت من الحزن وهي تقول:
هينك يا ولدي يا ناصر
كنا نسمعها تبكي وتقول كذاك,بس ما حسبنا أنها بتموت
يبكي ناص مجدد, ثم يقول:
خلاص ما عاد برجع البلد,أمي و أبوي ماتوا
وعيشة تزوجت حاموه أرجع؟
من شان تهلكني عمتي أم محمود وعيالها
سليمان: لكن أهلك كلهم في البلد,وهنا في ظفار ما تعرف حد
ناصر: صحيح الحين معرف حد. بس إنا ناوى أعيش
عمري كلّه هنيه.فلازم أعرف الناس ويعرفوني
سليمان:أيش عتسوّي يعني؟
ناصر:يوم أكون خارج الزام راح أجلس مع الناس
وأسولف معاهم.وأتعرف عليهم أكثر
سليمان: بس هذا خطر عليك
ناصر: ليش خطر,أنا ما أذيت حد.وأهل ظفار ناس طيبين
سليمان:الله يوفقك, لكن ذولا يتكلمون بلغة ما عربية
ناصر: صحيح ويتكلمون اللغة العربية بعد
و بعد صلاة فجر اليوم التالي توجّه ناصر إلى إمام المسجد الجامع
وطلب منه عمل عزاء لوالديه,فرحب به الإمام ووعده بذلك
وهذا ما حدث في عصر ذلك اليوم
كان سليمان مندهشا من أعداد الناس الغفيرة التي
حضرت العزاء.و إندهش من الصف الطويل
الذي يقدّم العزاء له ولناصر وهم لا يعرفون من الميت حتى
فقال له ناصر:هذول الناس طبيعتهم كذيه يساعدون
بعضهم بعض ويكرمون الضيف و يعاونون المحتاج
قال سليمان: مادام كذاك فمن حقك تعيش بينهم
دأب ناصر على تنفيذ خطته.فكان كلمّا سنحت له سانحة
يخرج ليقابل الناس ويخالطهم.ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم
فوجد منهم القبول,وبخاصة أنّه رجل شهم نبيل
وذو أخلاق حميدة,فصاروا يعرفونه كواحد منهم
وصار ناصر يفهم لغتهم الجبالية,لكنه لا يستطيع نطقها
مرّت السنوات سريعا.وبلغ ناصر الثلاثين من عمره
فقرر أن يتزوج.فباشر في بناء منزل له,إذ كان من حقه
الحصول على قطعة أرض لأنه صار من أهل المدينة
وما أسرع ما عثر على الزوجة المباركة
فلقد أنجبت له البنين والبنات, وملأت حياته هناء وسعادة

تمّت


رد مع اقتباس