عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-03-2014, 09:21 AM
الصورة الرمزية أبو مسلم الصلتي
أبو مسلم الصلتي أبو مسلم الصلتي غير متواجد حالياً
باحث في الموروث الشعبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 7,224

اوسمتي
وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام الإبداع وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي العزيز زياد الحمداني
لاوجه للمقارنة بين الأبوذيات العراقية وفن الميدان العماني الأصيل بأبياته الرائعة المتجانسة وفلسفته التركيبية الذكية ومعانيه العميقة الحميدة أحيانا والخبيثة في أحيانٍ أخرى حتى في مغانيها ، ولايصل إلى كنه تلك المعاني إلا المتمرسون والممارسون للفن ، وهو الفن العماني الوحيد الذي تنتهي قافيته بكلمة متجانسة مع الكلمة التي سبقتها في شطر البيت السابق ، بل أن هذا الفن هو الفن العربي والعالمي الوحيد على هذا النسق ، ومن يقول غير ذلك يأتي بالدليل ... ولايعني تجانس كلمات " الزاد " الواردة في قصيدة الأبوذية العراقية أن هذا الفن شبيه بالميدان أبدا أبدا أبدا ...

وإليك هذا الميدان البسيط في أبياته والغزير في معانيه :

خذلك من الشـرب ولاّ زاد ... ومالك إلى الغــير ماتوكـله
عن عين لحسود بانتفـــل ... وعيشـــك ياطباخ بان تفـــل
لو ينقص الملــح ولاّ زاد ... طعامك ترى الناس ماتوكله
" أبو مسلم الصلتي "
لاحظ أن هذه القصيدة الميدانية لها معنيين ظاهرا وباطنا ، أما الظاهر فيدركه معظم الناس أو جميعهم وهو أنك إذا بغيت تسافر لابد لك من اتخاذ الشرب والزاد أو أحدهما على الأقل ، كذلك المال الذي يخصك لاتتكل به على الغير في رعايته حيث أن المثل العماني الشهير يقول : ( أوقف على مالك ولو سبعه من عمّالك ) ، فإذا اخذت بالأسباب بعد ذلك نحن سندعوا لك الله بان يوفقك ويخزي عنك عين الحسود " بانتفل " أي سنقرأ مايبطل عنك العين . هذا هو المغنى الذي تأسس عليه الميدان في هذه القصيدة فيه حكم وامثال وإرشادات جميلة جدا ...

أما المعنى في الثلاثة اشطر الأخيره ففيه إلتفاته إلى تجويد الصنعة في كل شي وضرب مثال على ذلك بتوجيه الخطاب إلى الطباخ بأن عيشه الذي طبخه ظهر ناقص الملح " بان تفل " كما وجه له النصح العام بعد ذلك وقال له أن الملح إذا نقص أو زاد في الطعام بشكل عام ، ستعافه الناس ولاتأكله لأن مذاقه غير حسن وغير لذيذ....
هذا الشرح كله في المعنى الظاهر للقصيدة الذي يدركه معظم الناس إن لم يكن الجميع .

أما المعنى الباطن للقصيدة فيمكن أن يتحول إلى توجيه في الآداب والتربية والتعليم من ذلك :
- ضرورة الانتباه إلى تربية الأبناء ورعايتهم وهم صغار ... ، لأنه إذا لم يحصل ذلك سينحرفون ...
- مراعاة الوسطية في التربية والأدب كالمثل الذي يقول " لاتكن لينا فتعصر ، ولاتكن صلبا فتكسر " فكذلك الطعام الذي ينقص او يزيد فيه الملح لايأكله الناس ، وإذا توازنت الأمور في الطعام أو التربية والأدب تحققت الأهداف المنشودة .

أرأيت أخي الكريم عظمة هذا الفن وقدرة الشاعر في ان يظهر عكس مايبطن في دهاء ومكر وتلاعب بفطنة وحنكة وتركيبة شاعرية محكمة ....
هل يصدق هذا القول على الأبوذية العراقية أو غيرها من الفنون الشعبية حتى وإن كانت هذه الفنون عمانية ؟!!

دمت بخير ومحبة ،، وتقبل خالص تقديري واحترامي ،،،،،
__________________
لاتخلط بين شخصيتي وأسلوبي ...
فشخصيتي هي أنا ... وأسلوبي يعتمد عليك !

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم الصلتي ; 23-03-2014 الساعة 09:26 AM
رد مع اقتباس