عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14-06-2014, 09:50 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


الأخت الفاضلة المفكرة أ. مملكة الطموح ..

دائماً ما تتحلى نفحاتكِ الإيمانية الأثر الطيب الزميل لما تتطلبهُ الجوارح حتى تستقر آثارها في القلوب ليستقرَّ بها ذِكرِ علامِ الغيوب ونحن هنا في رحابِ السورة الكريمة التي كما ورد في الأثر تعادل ربع القرآن وكما يشدني البحث في خِضمِ كتابِ الله وجميعنا نقرأه لنرتقي أختي لذلك يسرني إضافةِ ما بدأته جزاك الله خيرا وهذه الإضاءة لعلها تبلغ مرام القلوب بارك الله فيك..


فهذه السورة التي نعيش في رحابها هي تعدل ربع القرآن وهي براءة من الشرك

هي{ســـورة الكافرون}

هذه السورة : مكية .

عدد آياتها : ستة .

ترتيبها بالمصحف الشريف : التاسعة بعد المائة .

سبب نزول هذه السورة : ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي عباس، رضي الله عنهما، أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، فقالوا: هذا لك يا محمد، وكف عن شتم آلهتنا، ولا تذكر آلهتنا بسوء، فإن لم تفعل فإنا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح، قال:"ما هي؟"، قالوا: تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، قال:"حتى أنظر ما يأتيني من ربي"، فجاء الوحي من عند الله: " قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون " الآية".

عن سعيد بن مينا مولى أبي البختري، قال:"لقي الوليد بن المغيرة، والعاصي بن وائل..
والأسود بن المطلب، وأمية بن خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد، فلتعبد ما نعبد، ونعبد ما تعبد، ولنشترك نحن وأنت في أمرنا كله، فإن كان نحن الذي عليه أصح من الذي أنت عليه، كنت قد أخذت منه حظا، وإن كان الذي أنت عليه أصح من الذي نحن عليه، كنا قد أخذنا منه حظا، فأنزل الله: " قل يا أيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون " ، حتى انقضت السورة"

فضلها :

عن فروة بن نوفل رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي فقال :
( اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ) قال شعبة أحيانا يقول مرة وأحياناً لا يقولها ..
[ رواه الترمذي وصححه الألباني / 2709 ] ..


و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن ) [ حسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة / 586 ]
نص السورة

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)} (سورة الكافرون)

تفسيرها :

قال أبن كثير :

هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، وهي آمرة بالإخلاص فيه، فقوله: { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } شمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفارُ قريش.

قال السعدي:

أي: قل للكافرين معلنا ومصرحًا { لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله، ظاهرًا وباطنًا.

قال العلامة أبو حيان الأندلسى في (تفسير البحر المحيط) في قوله تعالى : {وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} . وللمفسرين في هذه الجمل أقوال :
أحدها : أنها للتوكيد. فقوله : {وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ} توكيداً لقوله : {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} ، وقوله : {وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ} ثانياً تأكيد لقوله : {وَلا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ}

أولاً. والتوكيد في لسان العرب كثير جداً ، وحكوا من ذلك نظماً ونثراً ما لا يكاد يحصر. وفائدة هذا التوكيد قطع أطماع الكفار ، وتحقيق الأخبار بموافاتهم على الكفر ، وأنهم لا يسلمون أبداً.

والثاني : أنه ليس للتوكيد ، واختلفوا. فقال الأخفش : المعنى لا أعبد الساعة ما تعبدون ، ولا أنتم عابدون السنة ما أعبد ، ولا أنا عابد في المستقبل ما عبدتم ، ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبد ، فزال التوكيد ، إذ قد تقيدت كل جملة بزمان مغاير.

قال العلامة أبن عثيمين
في قوله عز وجل: {لكم دينكم ولي دين} {لكم دينكم} الذي أنتم عليه وتدينون به. ولي ديني، فأنا برىء من دينكم، وأنتم بريؤون من ديني.

قال بعض أهل العلم: وهذه السورة نزلت قبل فرض الجهاد؛ لأنه بعد الجهاد لا يقر الكافر على دينه إلا بالجزية إن كانوا من أهل الكتاب. وعلى القول الراجح أو من غيرهم.

ولكن الصحيح أنها لا تنافي الأمر بالجهاد حتى نقول إنها منسوخة، بل هي باقية ويجب أن نتبرأ من دين اليهود والنصارى والمشركين، في كل وقت وحين، ولهذا نقر اليهود والنصارى على دينهم بالجزية، ونحن نعبد الله، وهم يعبدون ما يعبدون، فهذه السورة فيها البراءة والتخلي من عبادة غير الله عز وجل، سواء في المعبود أو في نوع الفعل، وفيها الإخلاص لله عز وجل، وأن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له.


جزاك الله خيرا أختي الفاضلة..


__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس