[محمد العربي]

بعد معركةٍ من الرفع والجر ..أراحتْ حقائبها في صالة المطار..
إرتمتْ بجوارِ الصامت تلهثُ ما أسقطتهُ على جبينها من تعب..
تنـفـضُ يداها رِقــّـة ًونعومــة ً
كطائرٍ يزيحُ شيئاً من الجـُـهدِ قد علق ذات تحليقٍ فوق جناح ...
الصامت أعجبها . تتسأل مع نفسها
كيف لم يلحظ هذا الأعمى أني هنا؟
كيف لم يحترم فيه الرجل, الأنثى التي هي أنا؟
ألستُ من الجمال بما يكفي كي يملئ قلبهُ بالمـُــنى ؟
نظر إليها نظرة ٌ صائبة . وقال : (أحبك)
نبضتانِ في صدرها تسابقتا نحو مدخل الأورده..
زفرة ٌ خرجتْ بأَلـفِ أ ُفٍ يائـسة, تبحثُ عن أجوبه..
ما الذي حدث؟! ,لـِما هذا الإرباكُ في دواخلي؟ لـِما أنا أرتعش؟
أين أ ُنـثايَ صعبة ُالمِـراس صعبة ُ المنالِ التي كانت بالغرور تـفترش؟
أين حقيبتي؟ ,أين ثوبي؟,آهٍ..و أواهُ.. لـِما أشعر بأني عاريه؟
أقــد مسـّـني شيطانهُ وأحرقنـي بنظراتهِ الكاويه؟
رحماك يا إلــــهي..أصمت أنت يا فؤادي.
لا تورطني فيك..فألقــى بتهاونِك عذابي
إهدأ قليلا..يكفي إرتعاشاً..يكفي أنيناً
أسمعُك..قسماً..نعم أسمعُكَ تـُـنادي
لا تتهور,لا تقفز فأُعانِـي أكثر مما أُعانِـي
أقـــال يُحبـُنــي,أويـُعقلُ هذا؟..
تبــاً أيها القلبُ لمــاذا؟
آآآهٍ كم بعثرتني ياأنت يا رجل , أريدُ ولكن هل بالفعل أريدْ؟
لا تنظر إليَّ هكذا..سحقاً..فإثمي سيكون أعظم, إن حدقتُ إليك من جديد.
آه يا فؤادي..متى ستنتحرُ.. متى؟.. متى سيغمـى عليك؟
(لو إستطعتُ..)
لصلبتُ فيك العروق..وسكبتُ فيك الحديد..فأمـْـتُّ معك كل ما أخفيتْ .
قال : والله أحبك.
تـفـتحتْ كحُسـنٍ إستمهلَ النـُضج في أوراقهــا حتى أزهرتْ بالدلال..
توردت كإبتسامة شارده..
حينها.. لكأن الهواء قد إكتمل بعد أن صدرها تناسى واجب الحراك..
تناسى واجب العمل .. لعلها الأنفاس لم تقوى
على أن تخرُج محترقة ًهكذا, فتصيبُ من رقتهــا شئً من خجل..
فأصابهما تحديقٌ وسكوت.. والنفس في الأعماق تطـُـوق..
الى شفتين..
مُبَـللــَّـتين..
بإرتجافـهما, يغتـــسلُ لفريضةِ قـُــبلة ، وبداية أمل . ..