أستاذي العزيز : سالم الوشاحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ، ويشرفني أن أكون بينكم ، فسيكون الحوار معكم جميلا ، وممتعا .
كما يشرفني أيضا هذا اللقاء ، الذي كان بحق وساما ، ونيشان عز وفخار .. ، وما قدمته لنا من دعم
بإدارتك الحكيمة ، وشاعريتك الفذة ، منذ أول لقاء جمعني بك ، فذلك لن أنساه ..
أجيب عن أسئلتك أستاذي الغالي :
1- هل يمكن القول إن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية؟
نعم بالتأكيد ، فالموهبة الأدبية تولد من رحم الميول ، والرغبات ، والاتجاهات ، وحينما يتبنى المعلم
هذه الموهبة ، بالرعاية ، والاهتمام ، وتقديم الدعم ، فلا بد أن تنطلق في فضــــــاء الإبداع ..حسب
طبيعة تلك الموهبة ، التي تفوق ما يتعلمه الفرد ، باعتبارها قدرة من قدرات التفكير العليا ..
2- من المعروف أن عالم الشعر مليء وكبير لا حدود له ..
أين يجد نفسه الأستاذ خليل ؟؟ من حيث الانتماءات الأدبية ؟؟
للإجابة على هذا السؤال ، لا بد أن أكون واضحا أستاذي العزيز ، وأقولها بصدق :
إن انتماءاتي الأدبية أدبية بحتة ، بعيدا عن الحياة السياسية ، وصنوف الفلسفة ، ولا أميل إلى
استخدام الرمز ، كما يستخدمها شعراء الرمزية .. فالأدب حسب رأيي ، ليس فقط لترقية الذوق
وعكس الجمال، بل للتعبير عن واقع معين ، وحادثة تركت في النفس أثرا ..
أميل إلى المدرسة الرومانسية ، مع العودة الحتمية للواقعية ، بأسلوب أدبي حالم ، وسرعان ما
تصطدم الشاعرية فيما أكتب بجدار حصين ، ولا شك أنها تؤثر سلبيا على القصيدة المكتوبة ، وأحيانا
تغيب عني الصورة الرئيسية في الوحدة الموضوعية ، فتراني أتأرجح بين الأسلوب الرومانسي الحالم
، وبين شباك الواقعية المؤلمة ..
3- ما رأيك في النقد ؟؟وماهي أسس النقد؟؟
النقد يسير جنبا إلى جنب مع أي عمل أدبي ، فهو المرآة التي تعكس جماليات النص الأدبي أيا كان ،
شعرا أم نثرا ، وبالتالي فلا بد من وجود هذه المقومات النقدية ، ففي قلب كل كاتب ناقد يوجهه ، هو
مراجعته لعمله الأدبي واختيار، ما يراه أجمل ، وهذا ما يؤكده لنا اطلاعنا على شعراء الحوليات ..
أسس النقد:
كانت بداية اعتماد النقاد في العصر الجاهلي مثلا تقوم على أساس السليقة ، والفطرة ، يستمد منها
الناقد أحكامه ، ويصدر رأيه بناء على الذوق العام ، دون توضيح علة للقبح والجمال ، وفي عصر
الإسلام - وإن كان النقد فطريا - إلا أنه أصبح يقوم على الاستحسان ، والاستهجان ، دون إبداء
الأسباب ، إلا فيما صدر عن الخليفة الفاروق :عمر بن الخطاب – رضي الله عنه - في نقده مثلا لشعر
زهير .
ثم تطور النقد بالتدريج على أساس النزعات والعصبيات ،والتركيز على اللفظ ، والمعنى
أو الشعور ، ثم جاء النقد على أساس النقد العلمي ، والصياغة ، والشكل ، والمعنى إلى أن تطور
بوضع عمود الشعر ، واستخدام المحسنات البديعية ..
وأصبح البعض يقف عند بعض المعاني ، من حيث الصدق ، والكذب ، والصح والخطأ ، والمبالغة ،
والابتكار والتقليد ، والأسلوب ، والفصاحة والبلاغة ومسألة اللفظ ،والمعنى ، والطبع ، والصنعة ،
ونظام القصيدة ..
فالأسس النقدية الخارجية : مثل الزمان ، والمكان ،والبيئة ، والطبيعة ، والنفس
وأما الأسس النقدية الداخلية : فهي تلك الأسس التي استقاها النقاد من النص الشعري ،أي :
المعايير الجمالية مثل :
(1) الجودة الفنية (2) الصورة الفنية (3) الطبع، والصنعة (4) اللفظ والمعنى.
4- كيف تظهر صورة حواء في قصائدك؟ ؟؟
صراحة كان هذا السؤال سببا في تأخري في الرد .
حواء لها في القلب مكان جميل ، فلا أرى صورتها إلا رمزا للخصب حتى كما رآها الإنسان في عصور
التاريخ ، هي الأم ، والأخت ، والابنة ، والزوجة ، وشريكة الرجل وصنوه ، وهي المحبوبة التي هام
بها الشعراء لدرجة أننا نعشق الشعر الجاهلي ، والأموي ، والعباسي ، والعصر الحديث ، حينما ينافح
الشاعر عن المرأة : المرأة ..
5- ما رأيك في منتديات السلطنة الأدبية من كل النواحي وبكل شفافية؟؟
منتديات السلطنة الأدبية ، وبكل أمانة هي بيتي الثاني ، ومكتبتي التي أعود إليها ، وهي متنفسي
الأدبي ، وأسرتي التي أعيش بينها ، وسط أجواء من الأخوة ، والمحبة ، والوئام ، والتواصل ، فقد
تعرفت -عن كثب – على الكثير من الإخوة ، والتقيت بهم ، لألغي بذلك مقولة أن المنتدى عالم
افتراضي ..
ولكنني ينتابني الحزن ، حينما أرى الكثير من الإخوة ، والأخوات يهاجرون ،ويبتعدون عن ذلك
التواصل ، وحزنت كثيرا على غياب الكثير من الأقلام التي تركت بصمات جميلة ..
وبكل شفافية أيضا ، كم كنت أتمنى أن يكون هذا الصرح أقوى مما نراه الآن ، ليكون بحجم تلك
المكانة التي اقترنت باسم له مكانة في قلوبنا : السلطنة الأدبية ..
وهنا دعوة صادقة وبصوت عال : ليتكم تعودون جميعا : إداريين ، ومشرفين ، وأعضاء ..!!
ومن هنا أبدي عداوتي لمواقع التواصل الاجتماعي ،التي فرقت بيننا وبين البعض ، ولن أكون يوما
صاحب قناعة بأن (تويتر) و(فيس بوك) إلا كما قالت الوالدة - رحمها الله -
بأن تلك المواقع مثل : "ملهية الرعيان "
ملهية من اللهو ، والرعيان بالعامية : رعاة الأغنام والإبل ، حيث كان الراعي يستدرجه طائر لا يطير
بعيدا ، بل يبقى يسير ببطء ، ويقفز قفزا لأمتار ، حتى يشوق الراعي للسير وراءه ، من شروق الشمس حتى مغيبها ..
وهو يجري وراء الطائر ،كالظمآن يجري وراء السراب ، وهكذا هو الحال في تلك المواقع ، فسيذهب
العمر ، ولن تكون تلك المواقع إلا استعمارا جديدا لعقولنا ومبادئنا ..
أخي العزيز ، بحجم ذلك الرد ، وبحجم المحيطات لك من قلبي جزيل الشكر ، فأسئلتك الجميلة كحديثك
الجميل أيضا ، ذو شجون ..
وبانتظارك دائما ، فهذا تشريف حقيقي أستاذي العزيز سالم الوشاحي ..