عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-12-2015, 09:15 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مغامرات مزعج ذاته الغرس السيىء





مغامرات مزعج ذاته




مجلس الآباء والمعلمين



الغرسُ السَّيْءُ



غير أن المعلّمين والمربّين وإدارة المدرسة
رفضوا رفضا قاطعا تلك المهزلة، وبيّنوا للناس ضرورة
تمتّع المتعلّم بمهارات وقدرات حددها المنهج التعليمي لكي
ينتقل إلى المرحلة التالية بجدارة وإستحقاق، فكيف يرتفع بناء بلا أساس
فالمرحلة الإبتدائية هي الأساس الذي يبنى عليه مستقبل شخصية المتعلّم
فلم يقتنع مزعج ذاته ولا الأهالي, وأملوا أن تتغيّر فلسفة
وسياسة وأهداف التعليم عاجلا، لتتلائم مع رغباتهم الملحّة
ومع ظهور نتائج إمتحانات نصف العام الدراسي الأوّل، ورسوب
عددٍ من التلاميذ المتسرّبين، والمهملين والمشاغبين والغير جادّين
أستاء الآباء وأولياء الأمور إستياءا فضيعا، إذ كانوا يتوقّعون
حصول جميع المتعلّمين على درجات النجاح كنتيجة لضغوطهم المتواصلة
على المعلّمين وعلى إدارة المدرسة.
وإذ خابت آمالهم السقيمة فقد لجاءوا إلى مزعج ذاته ليقوم بما يحقق
أمنياتهم في إلغاء التقويم الجاد، والإكتفاء بتصنيف التلاميذ كناجحين
جميعا ولكن يتفاضلون في مجموع الدرجات
لكن مساعي الرجل في تحقيق هذه الأمنية فشلت، وأصطدم
بجدارٍ منيعٍ من المعلّمين الأوفياء الحريصين على مستقبل الوطن
فما كان منه بالتعاون مع
البعض إلاّ ان توجهوا إلى المدن والقرى المجاورة يعرضون على المتخلّفين أمثالهم
رغبتهم الحمقى تلك، أي إلغاء ما يسمّى بالرسوب من تقويم المرحلة الإبتدائية
وترفيع التلاميذ إلى الصفوف الأعلى بغضّ النظر عن مستوياتهم التحصيلية
فوجدوا آذانا صاغية، وقلوب لاهثة خلف بريق النجاح الزائف
وأشتعلت تلك الرعبة في القلوب حتى شغف بها معظم أبناء تلك الدولة
وأرتفعت الأصوات تطالب بإلغاء الرسوب من مرحلة التعليم الإبتدائية
وتبناها الكثيرون من أعضاء مجلس الشعب، إذ أصبحت مطلبا قوميا
وبالفعل ضغط النوّاب على وزير التعليم والشؤون التربوية
وبجرّة قلم الغى عمليّة التقويم الجدّية في المرحلة الإبتدائية
بعد أن القى خطبة عصماء وعد فيها بسحق طموحات التلاميذ المجدّين
في نيل أعلى درجات العلم عن جدارة وإستحقاق
فهم سيتساوون مع غيرهم مهما بذلوا من جهود
فصار بقراره الظالم التقويم تقويما صوريا
يمنح على إثره أيّ تلميذ درجة النجاح وإن كان لا يجيد تهجّىء إسمه
فضلا عن كتابته، فعل سعادة الوزير ذلك خوفا وتقيّة
إذ خشي أن لا يتقبّل الشعب الحقيقة، وهي ضرورة الجدّية في التقويم
وعدم ترفيع التلميذ إلى الصف الأعلى ما لم يمتلك المهارات
والخبرات والقدرات والمعلومات الكافية والمعينة له في المرحلة التالية
بل فضّل سعادته أن يمنح الناس ما يطلبون مهما كانت النتائج المترتّبة على ذلك مستقبلا
وتجنّب الخوض في شرح أهمية المرحلة الإبتدائية للمراحل التالية
حرصا على كرسيّه، إذ يخشى أن يغضب الناس فيتعرّض
للتقريع من الرئاسة، وبالتالي يهدد موقعه ومكانته، وقد يخسر الوزارة
ونسي أمانته في الحرص على ما فيه مصلحة البلاد والعباد
حتى وإن غضب الناس جميعا من الحق
وبعد سنوات قاحلة من ثمرة العلم أفرزت وزارة التربية والتعليم
أجيالا أشد جهلا من آبائهم الأوّلين لا يتمتّعون بأية صفة من صفات المتعلّمين
وكانوا ويلا على البلاد والعباد كما سنرى في الجزء التالي إن شاء الله
وعندما أدرك مزعج ذاته خطورة ما قام به على مستقبل الأمة
أخذ ينشد هذه الأبيات نادما على طاعة الجهلة:

اصبر على مر الجفاء من معلّم *** فإنّ رسوب العلم في زفراته

ومن لم يذق مر التعلّم ساعةً ***** تجرّع ذلّ الجهلِ طول حايته

ومن فاته التعليم وقت شبابه ********** فكبّر عليه أربعاً لوفاته

وذات الفتى والله بالعلم والتقى ****** إذا لم يكونا لا إعتبار لذته

(الإمام الشافعي رحمه الله)

يتبع إن شاء الله







التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 14-12-2015 الساعة 09:26 PM
رد مع اقتباس