الموضوع: انكسار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2016, 11:33 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي انكسار

مرت على هذه الأحداث سنوات، ولكنها ما زالت تشغل فكري ، فأسأل نفسي ذات السؤال: لماذا؟
خرجت ذات يوم من منزل بيت أهل زوجي، وكنت حينها أقيم معم، أحمل ابنتي سوسن الصغيرة، أظلها بمظلة صغيرة خفيفة؛ اتقاء لأشعة الشمس اللافحة المحرقة، متجهة إلى بيت جارتنا، وفي الطريق، قبيل عيد الفطر، التقيت بسيدة أعرفها عن بعد، وهي كذلك، وأتذكر أني زرتها في بيتها مرة، مع أم زوجي وجاراتها المقربات، ونادرا ما أجتمع معها، عدا في المناسبات العامة( العرس- العزاء).
كانت هذه المرة، المرة الأولى التي تبدأ معي فيها الحديث، تصافحنا، وإذا بها تغلق قبضة كفي، قائلة: أريدك أن تأخذي هذا الريال، نزل الأمر علي نزول الصاعقة، عافاكم الله، فلم يسبق أن تعرضت لمثل هذا الموقف الصعب على النفس، ولا حتى عندما كنت صغيرة، حاولت أن أثنيها عن عزمها، وأن أفهمها أني لست من مستحقي الصدقات، وأن عليها أن تصرفه في وجهه الصحيح، فما أفلحت، فتركتني مع الريال، وابنتي ووهج الشمس اللافح، وحبات العرق المتصببة من جبيني الذي تقشر خجلا ، وسقط انكسارا، فعدت أدراجي أتأمل الريال الذي وقع في كفي مصادفة، ودخلت المنزل، وأعطيته لأحد أطفال العائلة هناك.
بدأت أتساءل عن سر الريال، ولماذا تصدقت به تلك المرأة علي، وهل لي ذنب نسيته ، فحواه ، منة على فقير أو مسكين، فما تذكرت شيئا من ذلك، لا أخفيكم أمرا، شعرت بغصة شديدة عالقة في صدري، وسال دمعي منسجما على خدي، وساح فكري في عالم آخر، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلملو يعلم السائل ما في المسألة، ما سأل أحد أحدا، ولو يعلم المعطي ما في العطية ما رد أحد أحدا) فحزنت لحال الفقير الذي يتسول الناس، أعطوه أو منعوه، ودهشت لعظم رحمة الله تعالى بعباده، وهو يقول وأما السائل فلا تنهر)، فما تسولتُ المرأة؛ كي تعطيني الريال، وقد تصدقت علي بكل أدب واحترام، فأصابني من الوجد ما أصابني، وحملتها بين جنبي، ذكرى تعود علي بهمٍ متجدد، كلما تذكرت.
بقلمي: أم عمر

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 20-02-2016 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس