عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-04-2010, 08:46 AM
الصورة الرمزية حمد السيابي
حمد السيابي حمد السيابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 199
افتراضي صرخات من تحت انقاض الحقيقة

صرخات من تحت أنقاض الحقيقة

أمل واحد يبقى يراودني ليل نهار .. أني أحبك .. أحبك وردة عطرية .. أحبك ملاكا طاهرا .. أحبك أغنية خالدة .. أحبك نشيدا عذبا .. أحبك نسمة رقيقة على شاطئ البحر .. أحبك درة ثمينة نادرة في زمن يجهل تثمين الدرر الحقيقية ..
أحبك تاركا لك حرية العبث بخيوط حياتي المتشابكة ..
كم هي الدنيا عذبة بوجودك أنت .. وكم هي الأيام سعيدة بابتسامتك .. وكم هو العالم نزيه ببراءة طفولتك .. لا أجد مبررا هنا لذكر طفولتك إلا ذلك الحلم الذي ارتسم على صفيحة ملتهبة في جدران قلبي .. حاولت جاهدا امتصاص حرارتها .. وحاولت الشرايين تهدئة غليانها .. حاولت أن أجعل منك عصفورة طفولتي وأنس وحدتي وزائرة ليالي غربتي .. حاولت أن أنتشل بك نفسي من عالم مجهول يجرني إليه إعصار خارج عن إرادتي .. بنيت وبنيت آلاف الجدران من الأفكار المتكسرة .. فانهد البناء وسقطت أنا تحته أصرخ فيك ..
هنا عرفت حقيقة وجودي معك حاضرة وغائبة .. هنا بدأت الخيوط السوداء تتلاشى عن حقيقة مرة .. ليتني كنت غبيا ولم أكتشفها .. ليتني كنت أحمقا أتطلع إلى أبعد من المجهول .. ليتني لم أكن .. ليتني كنت شعرة في ضفائرك المتعرجة .. ليتني كنت شريانا من شرايينك .. ليتني كنت شحرورا يغني فوق نافذتك .. ليتني كنت طائرا جميلا كطيور الكناري تداعبينه في قفص حياتك ..
كم جميل هو الجنون في عالمك يا حقيقة وجودي .. وكم هو جميل أن يعيش الإنسان تائها في عالم تحكمه امرأة في مثل جمالك وشقاوتك وعنادك ورقتك .. كم هو رائع أن تجمع فتاة مثلك كل أسباب جنوني وتخبطي .. وكم أنا فخور لأنني مواطن حر في مملكتك .. ولكنه أسير مكبل بماضيك قبل أن تصلي إلى هذا الكرسي الزائف .. عندما كنت أجمل طفلة تخجلني ابتسامتها ويذهلني كبرياؤها ..
أنا غير قادر على التحمل ( فهذا الشيب يعصف بظلمة رأسي ) .. وهذا القلم يكشف أجمل أسراري . وهذا جنوني يعيدني طفلا وأنا المخنوق بعطر طفولتك ..
آه يا صغيرتي .. لم يعد الهدوء يعنيني .. ولم تعد الكتابة تهمني .. ولم تعد الليالي كما عهدتها .. أنا الآن أعيش في عالم أشبه ما يكون ( بالميتافيزيقيا ) التي تجعلني أكثر وعيا .. محاولا إزاحة أكوام اللآلئ التي كنت احسبها حجارة فشلي ..
رد مع اقتباس