عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 20-05-2010, 02:34 AM
الصورة الرمزية كريمي
كريمي كريمي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 31
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مختار السلامي مشاهدة المشاركة
واجب العودة الى هنا..
أو لنقل فرض واجب


لست بصدد التأويل يا أبويوسف ولكن الانحناء الى أرضك البكر غاية لا تدرك صدقني لا تدرك وهذا الثالوث يقدس الذاكرة ويستنطقها دون رفق.
أيها الرفيق في فترة تكرمك بهذا النص الى هذا المنبر الاخضر كــ صدور الاخوان هنا كنت أراقب المارين حوله بشفافية لا تصدق وأقول في قرارة نفسي/ذاتي أيها المارون من هنا ابعثوا السلام لـ رحمة الموطن وأكثروا السلام.
هناك في المقابل ما يقودني الى ملامسة تلك الذات التي تمردت على طبيعة الذات نفسها معلنة هذا النص الابيض كالدخان الذي يملىء صدري الان ويحكمني بكرة وأصيلا.

(ثالوث الغياب)

واحد من النصوص الذي يترتب عليه مواصلة البحث عن حقيقة يتمازج بها أو معها جميع الاحتمالات التي قد تتوافق مع رؤية تنقذ الرؤية السطحية التي ربما البعض سوف يخوض مسالكها ويتأرجح حول مضمونها ويرسخ تلك الرؤية الغير متكاملة وأنا في الحقيقة أيضاً لا أتحدث عن رؤية فاحصة ومكتملة ولكن أتحدث عن تعميق النظر وأستدراج التفكير الى مرضاة قرأتي للنص، وكما أسلفت قبل ذلك لست في صدد التأويل ولكن محاولة الفوز بالرضى.

وقبل بدايتي سوف اضع تصوري مقروناً بما قاله الاستاذ/ محمد الظفيري في كتابه "اضاءات على قصائد شعبية" حيث يقول:
(نلج الى النص الشعري الجدير بالقراءة والفريد في طرحة بأعتباره نصاً ادبياً خلاقاً، لا يقف عند نقطة محورية معينة، بل هو نص شعري مفتوح دلالياً
على الفضاء الشعري الواسع المتكئ على امكانية اثارة التساؤلات التأملية الشعرية التي تجعل من الامكان استنطاق النص الشعري والحديث معه، وبث الروح
فيه مهما كان عمره الزمني الماضوي، لان الابداع متصل وفضاء متواصل لا يتمركز في بوتقة زمنية محددة ولا يعترف بأي حدود جغرافية او سياجات تاريخية. النص الشعري الجيد الفريد في طرحه هو ذلك النص الذي يشكل عبئا على المتلقي، لا عالماً مخملياً يسبح في بحوره او يستريح بين ظلاله بعيداً عن تداعيات الواقع المعاش، أي انه بعبارة اخرى أدق تعبيراً هو ذلك النص المليء بالجراح التي تتفجر امام القارئ لخلق حالة من التوازن الروحي والنفسي بينه وبين الواقع بشكل
عام وبينه وبين النص كواقع مصغر بشكل أكثر خصوصية سواء كان النص نصاً ذاتياً أو وجدانياً أو أي نص اخر التي يقوم الشعراء بتوظيفها في سياقهم الخاص.)

ومن هذا الحديث الذي أمنت به كثيراً وهو في الحقيقة كلام يتوافق مع رغبتي في أستثارة هذا النص الذي يترك الكثير والكثير من العبء على عاتق القارئ لانه نصاً
لا يخفي حقيقة الواقع ولكن يترك من الحقيقة واقعاً مترامياً متمدداً.

الليل: إحباط الدخان الأبيض فـ دمّي
= كلْ ما يشب الجمر أحتاجك واصيح

لا يا بعد (حلم السنين) الماضية لمّي
= فيني الشتات وبعثري حظي الشحيح

ما لي (صديق) استأنسه إلا (أنا) و(فمّي)
= وما لي (مكان) أتذكره غير (الضريح) !

في الواقع لا اعلم سر وحكاية الالوان وهو علم مستقل بذاته حسب علمي وفهمي ولكن ما اعرفه هي العلاقة التي تجمع اللون مع الرغبة النفسية
والتوحد الناتج عن تلك العلاقة والتي تاخذ شكل التبادل والتعاطي مع قيمة كل لوان لهذا كان مدخل النص يندرج حول تلك القيمة المتباينة والنظرة المتعلقة
بتشكيل الواقع وتمديده كما ذكرت سابقاً.
وما يدعم القول تلك المفردات التي تربعت مقدمة النص
الليل لون السواد
الدخان الابيض
الدم اللون الاحمر
وكما يتبين لي هو ذلك الصراع الازلي وربما الحميمية الازلية أيضاً بين قطبي الالوان السواد والبياض وهذا ما يدفعنا بالقول على أن الشاعر علي الانصاري
تمكن من تحديد رغبته في النص وتناوب متعلقات النص حول فكرة الغموض والوضوح وتمهيد ركيزة الفكرة حول تلك المناوبه التي تجعل القارئ يستعد
لخلق الاجواء التي يراها الانسب في استلام خوافي النص والاستمتاع بالوجه الاخر المشع.
ولكي تستمر رؤية الشاعر لمحيطة الدائري ورسم ما يستوجب عليه رسمه من صيغة تنقله من نظرته العمودية لواقعه الى النظرة الافقية الاشمل وتجاوز الحالة المستقرة الليل/ الدخان /الدم الى ما ينتج من جمر وصياح وكذبة تدعى (حلم السنين) والحظ والرفاق والشتات ومزاولة ذنب الوفاء لكل ذلك حيث لا أحد ينتظر الشاعر
سوى الضريح/الموت.


والغرفه اللي أعشوشبت من: سالفة همّي
= ثارت على جدرانها صورة : "ذبيح" !

أحيان أشعر بـ (القلق) وآشوفني يمّي

= وآقـول إقْـرِب (داخلي) ثمْ استريح

وأحيان أتوووه، وانسلخ، وأتعشّم بـ ضمّي
= وآحس ّ ما بيـني وبين (الـذات) ريـح

يستمر كل شيء بهدوء وقلق وترقب وأمنيات ربما لا تتحقق وهي عادة قديمة سافله بعض الشي.
ويسكن محيط الغرفة ضجيج الهم وتداعيات القلق وصورة الذبيح وهنا يكشف الشاعر عن المعانأة المحتومة والمنزوية في زوايا الغرفة وربما المحيط الاوسع من ذلك.
واقول أقرب( داخي) ثم أستريح
وأحس ما بيني وبين (الذات) ريح

حقيقة هذا الحجم من الالم ينبي بقرار الهروب الى أين؟ أن كان هناك ما يحجب الذات عن الذات في هذه القطعة الشعرية المؤلمة والجميلة بطبيعة الحال
التي تحتاج الى وعياً أكثر وحديثاً أطول لا يختصر كل حرف كان هنا، لذا سأترك الصمت ينوب عني.

محتاج لك أكثر من الحاجة لـ حضن أمّي
= تدرين يعني اشكثر يا "رحمة" جريح ؟!

ما ظنتي تدرين، حزنٍ عالق بكمّي !!
= كلما أشمر عن (أمل) يرجع يطيح

لو هو (ألم)، كان احتسيته فطاولة سمّي
= بس (الفراق) أكبر من (آلام المسيح) !

الليل ثالوث الدخان الأبيض ودمي
= كل ما يشب الجمر فـ غيابك أصيح !


شكراً لــ "رحمة" التي شكلت معالم هذا النص وأجبرت الانصاري على رفع الستار وتقديم هذا الجمال دون المساس والخدش لصورة
العطاء والشعر الاصيل وكفى.



سأقدم العذر في وقت لاحق يجمعني بالرفيق علي الانصاري
القاطن دائماً في قلب الشعر كتابة وقراءة
شكراً لأبعد من ليالينا الحزينة / الضاحكة !
همسة لوعيك قبل أذنك في زمن الضجيج، وبعيداً عن النرجسية:
قلة قليلة تصل لمرحلة "وأحس ما بيني وبين (الذات) ريح" صدقني !!
وأكثر الأكثرية جرفتهم تيارات البهرجة والصراخ ...
مختار:
لن أقول لك شكراً
فأنت تدرك قول مسلط :" توصيني على ربعي وصاة القطن للقطان"
__________________

علي الأنصاري
رد مع اقتباس