[الصمت المكابر]

(خطاب لدمعي)

كفاك أيا دمع هذا الجموح
طاوع فؤادي وهيا انسكب
إلامَ تكابر وتأبى الرضوخ
لقلبٍ حواك عزيزا حقـــب؟!
أيا دمع لا تحسبن الشموخ
سيهدر في حين دمع ٍ سكب
فما هدَّ دمع لمجدٍ صروح
ولا هــدَّ دمع لمرء ٍحـسب
فهيا أيا دمع يكفي جموح
وطاوع فؤادي ومني اقترب
فإني مللت احتضان التروح
وليس لقلبي سواك دعب
ترفق لحالي وفك التروح
بدمع ٍ يسيل ويمحي الكرب
فإني عليل وكلي جروح
وينزف قلبي أساه كدِب (1)
أيا دمع لا تكفي حالي الشروح
فحالي بئيس وعمري تعِب
وما دام عندك همي يروح
فماذا يضيرك أن تنسكب !
فجد ياعزيزي ولو بالنشوح(2)
لعل الحنايا بفرح ٍ تطب
ولا تحسبن الشموخ يروح
اذا ما بكيت ودمعي انسكب
اجبني وخذ مني قول النصوح
دموع العظيم تكال ذهب
واني أرى في بكائي صروح
ومجدا يشاد بدمعي الذهب
فلا تخذلني وهيا نروح
لنجرف يا دمع كل التعب
فأحيى حياةً بدون قروح (3)
ومن دون همٍ بجوفي يشب

(1) طري
(2) الماء القليل
(3) الجروح