عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-06-2010, 11:31 PM
الصورة الرمزية سمو الكعبي
سمو الكعبي سمو الكعبي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: في صومعتي
المشاركات: 90
افتراضي المُسْـــــــتَـفِـــــز

ان تكون مشاعرك بين كومة من الثلج الذي تراكم حتى صعب زَوالهُ وإزالَـته, وفجأة وربما ليس بفجأة لأن بعضا من الود يسري سريا يصل إلى درجة اللا إحساس بالداخل للجسد,حتى تدنو لهذا الداخل نفسه منصة القلب ,ويتدلّـى له عرش الود وعروشه,ويعتلي بروجه وصروحه.
فتشعر بلسعة نار, وحرارة لهب, لا يتوارى أن يكون مثل لسعة كهربائية شديدة الحدة ترميه بشرر أشد من القصر فتشتغل لها مغارات القلب ومسالكه و مفازاته.
حتى يرتدّ العاقل عن عقله, ليَنصَرِف ويُصرَف عن فكره .
لا تعلم ما ذا يصيبك؟
ثم تعود المشاعر إلى ثلجها و مَحضِن تجمُدها ولكن ليس إلى ثلجها القديم ,بل لثلج ٍ مُسْـقَى ببرد مائك الطاهر .
هذه هي لحظة استفزازك أيها الكريم بالمشاعر, الجواد الجيد بالبيان, لكأنك تستدرج مشاعري استدراج الهادي المسكين, فإذا بها -أي مشاعري- تثب كلبوة وثبت حين استفزها أمر جلل .
-لله درك- مشيت بخطوات بطيئة جدا ومُتثاقلة حتى أسرعت عجلة قلبي لهفة إليك .
والعجيب في الأمر أنك خالفتهم من حيث أتوا, فعرفت المخرج والمدخل, والباب ومفتاحه والعباءة وحسناءها ,والعقد وجِـيدَ لابسته معرفتك لعدد أصابعك .
عطاؤك وبل كريم, وسيل يحمل الحياة بجميع ألوانها, فتُقدِم ولا تحجم, وتزيدُ ولا تُنقِص, وتزرع وتحصد, تجعل الدم الداخل للقلب كسائل زئبقي .
.
لا أعلم أي الأساليب تعتمد؟
فلا أبقيت خبرها ولا إنشاءها ,لا تشويقها ولا تهويلها , حتى أجهزت على مُقتضى الحال وحَالِـها.
وقد غدا قلبي بين أناملك بلورا سحريا, يشع بألوان طيفية, كلما مسحته بأناملك زاد إشعاعا وألقا .
غير أن ألوان طيفها لا يتمايز أزرقُها من أحمرها,لتنتظم في مسار ضوئي عجيب مُتفرد.
فأصفرها ضاهى صفار بقرة بني إسرائيل, وأحمرها غالب حمرة الدم,و أزرقها غطّى زرقة السماء ,و لك أن تصف..... ما تصف من انقلاب المشهد و احورار الآيات .
و استللت مني ما لم يستلله سيف قاطع ولا رمش من الحسن بضالع , فسعيت في صفا فكري وتسلقت مروة بياني ,فأتممت المناسك والمشاعر , فكان لك المراد وتم لك المطلوب.
وليس بقصد لي هنا الاستفزاز الموقد لجمرة الغضب والحمق ,بل في استفزازك مجاز آخر تعددت وتجمّلت علاقاته , وكناية صعُب إيجاد لازمها من مَلزُومِها ,بل الحق أنك نقشت صورة بيانية مختلفة الملامح والرسوم .
فتكتُمي على مشاعري تخرجه أنت من قطيفة لفَـفَت مشاعري بها قبل أن أُلفّ بمهاد أمي, الذي كستنيه برباط من الحياء,فشدّت الوثاق .
إلا أنك استطعتَ وعن طريق الحياء أيضا أن تلامس ما وراء القطيفة,لتجد البلورة التي اشتعلت ضياء باستفزازك الخفي في المظهر المُشعِل لما في المَخبَر, فتطايرت كثير من شظايا بلوري لتستقر في راحة يديك .
و ما ذاك إلا أنك لمست الطهر بالطهر وأيقظت الغافل بعصا سحرية عُذرية , والأجمل من ذلك أنك لم تزد وثاق أمي إلا حياء وعفة ..... أيها المُــسْتـَـفِـز.

التعديل الأخير تم بواسطة سمو الكعبي ; 15-06-2010 الساعة 11:56 PM
رد مع اقتباس