مصطفى المعمري ..
اللهجة .. أو طريقة تركيب الكلام كما هو متّفق عليه ومتعارف بين مجموعة من الناس .. له خواصّ ، وهذه الخواصّ لم تأت من فراغ ، وهذه الخواص لها علاقة بموسيقا الكلام ونغمه وطريقة نطقه ووظيفة اللفظ ، وهي مستمدّة من البيئة ، وما دامت اللهجة عامّة على الشيوع بين مجموعة غير منعزلة عن غيرها من المجموعات القريبة أو البعيدة ، بحكم تغيّر طرائق العيش ، فإن شكل اللفظ معرّض للتحريف والتبديل ، ليس في بنيته على المستوى العامّ للمجموع ، بل على مستوى عدد قليل منهم ، لظروف خاصّة بهم ، قد لا يؤمن ولا يبارك تلك التغيّرات المجموع ، لذا فإن الجانب الذي أسميته بـ الملكية الفكرية للفظ ، أمر متحقق جزئيا ، ورغم تحققه إلا أنه لا يستطيع أن يلغي التغيير ، خاصّة وأننا نعيش الآن في وقت باتت فيه التأثرات والتأثيرات أمر لا محيص عنه ولا محيد ، وهو ما يجعل اللفظ قادر على التكيّف وليس الموت ، فاللفظ يجدّد ذاته من خلال قبوله بعناصر التكيّف مع الشروط الجديدة للوجود ، وهو ما لم يتمّ تدوينه لفظيّا ، إلا أنه متحقق واقعيّا .
لك تقديري
|