خاطرة....اشتهاء امرأة
خاطرة
اشتهاء امرأة
كأنها أسطورة اقتحمت فضاءات الحبور ،ترسم على جداريات وجداني حكايا الأفول...تروي قطرات الندى من
انسكاباتها للشجر ،و الحجر ، حنينا بات يئن تحت وطأة نقرات الغروب...تأتي الكلمات اليها مقيدة ، يجرها
حديث الشجون الى شاطئ الضياع..ذاك فصل خطابها يتمرد يرد صداه العراء...آه..يا عمر الجرح المثخن، يا جفاء
الود المغتال ، يا غربة الذات.. أيتها الأشباح الشاردة على امتداد الزمن الذي عشقت رونقه في حضن الزهو...
و يرد الفراغ الرهيب آخر حروف النداء ، و أواخر الكلمات...جلست هنا ، و سافرت نظرتها في عمق التأمل ،
لينة الطرف ، كانت العبارات تسوقها الي برفق الموجع من شدة الحنين..تنهدت و قالت...انسان أنا ...أنسان من
الحلم و الصبر تشكلت مهجتي ، و في عمقي انتحرت الأحلام...أعيش على ايقاع سمفونية الرحيل ، اهيم شوقا
في متاهاتها ، أختلس من حين الى حين زفرة ، تنهيدة، ،، تحاصرني أصابع الجشع تطلب ما في جسدي
الممدود ، و ورود فؤادي أدركها الذبول ، أسقيها بعبرات الليل ، فتنتشي الأحزان و تنحني هي لسيادة
القهر ...تتساقط أوراقها على أرصفة الأمل المفقود... ألتقطها الواحدة تلو الأخرى ، أتثرها على صفحات
الذكرى ، أمهد بها تخليد الجحود.. ..و ما أنت يا مختار الا محطة من محطات ذاك الزمن ، تحتفظ من ودي بما
تشاء ، و ما تبقى من الحكايا ، لا شك سيدركه النسيان...تذكر فقط أني امرأة لا تشتهي أكثر مما يشتهي أي
انسان..
مختار سعيدي
|