عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-08-2010, 10:04 AM
الصورة الرمزية غربة أسير
غربة أسير غربة أسير غير متواجد حالياً
شاعرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 1,429
افتراضي ولا زِلت أوقد أضلعي لكي لا تشعر بالبرد وأنت تسكنني ..


وكيف أجدني وأنا التي بِتُّ أمُشِّط أوردتي علك تسقط مع قطرات دمي التي توارت خجلا ذات جنون ..
وكيف أنساك وأنت الذي علمني يوما أن أتعلمه وأتهجاه كما تهجأتُ يوماً كلمة "بابا" ذات طفولةٍ ما عدتُ أحلم بها ..
الآن أيقنتُ أن لا جدوى من محاولة النسيان فقررت استحضارك في روحي وتغليف عيني بوجهك حتى أستطيع السير دون التعثر ببقايا الأقنعة المرمية على أرصفة الوجع ..
الآن فقط أدركتُ أن نسيانك يعني نسياني وأنا بقاءك بداخلي يعني ان أحيا كما أنا وكما أودني ..
الآن فقط استسلمت لك علك ترحم خيوطاً نسجتها يوما بعد أن جمعت لك خصلات شعري وشبكتها لأكتب أحبك وأعلقها كقلادة على قلبك الأصفر عله يعود يوما أخضر كيوم وُلد بعيدا عن الرحيل ..
لا زلت اشبك أقداري ببعضها علني أصل معك لقدرٍ واحد ..
ولا زِلت أوقد أضلعي لكي لا تشعر بالبرد وأنت تسكنني ..
ولا زلت أفصل ثيابي على مقاس حنينك وكبريائي ..
ولا زلت لا أجدني ..
ولا زلتُ تائهة بيني والأمل وبعضاً من الأحاديث الممزوجة بسكون الصلوات وخشوع المصلين ..
ولا زلتُ أضيع ولا أجدني إلا طريقا أمشيه إليك ..
أخطو ولا تقودني خطواتي إلا إليك ..
كم ألوم أمي لأنها حين أرضعتني الصبر لم تخبرني أنه لم يكن سوى تلهية أتلهى بها لكي لا أبكي عمري الذي أفقده ..
وكم ألومني لأنني صدقتُ أن الوفاء هو الحقيقة التي لا يمكنها أن تتغير أو تتلون بأصباغ الرياء ..
يااااااااااااا أنت ..
يا أيها المغروس زهرةً في صدري ..
تعبتُ وأشواكك تمزقني وكل قطرة من دمي أنزفها لم تكن إلا لترويك لتنمو بداخلي أكثر ..
__________________
أنا أكبر م السوالف لي يوشوشها الظلام !


اللهم إني أسألك رضاك والجنة،وأعوذ بك من سخطك والنار


التعديل الأخير تم بواسطة غربة أسير ; 23-08-2010 الساعة 10:06 AM
رد مع اقتباس