الموضوع: ازمة مرور
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-08-2010, 02:41 PM
الصورة الرمزية محمد عباس على
محمد عباس على محمد عباس على غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
الدولة: الأسكندرية -مصر
المشاركات: 407
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد عباس على
افتراضي ازمة مرور

أزمة مرور


قصة قصيرة
فى شارع أبى قير توقف الزمن ..شد لجام حصانه ووقف عاجزاً عن المرور ..السيارات متلاحمة سلحفائية الحركة ذات أبواق تنهش الآذان ..الأرض تتلوى من السنة اللهب المنصبة من فوهة الشمس ..البيوت على الجانبين معتمة المداخل مغلقة الشبابيك والشيشان وجوهها مقطبة الملامح بلونها الأصفر الكابى .
تتحرك السلحفاة قليلا ناقلة قدماً الى الأمام وأخرى الى الخلف ..يتصاعد أنين الأرض ..تزأر الأبواق صانعة مهرجاناً من الضوضاء تتغيرملامح الطريق فعلى اليمين يتمطى مبنى مستشفى جمال عبد الناصربلونه الأبيض فارداً ذراعيه العملاقتين بغطائهما الأسمنتى نحو السحاب اما الحديقة الخضراءأمامه فهى فى حلمها الزاهى بعيدة عما يجرى وعلى اليسار تقف كلية الهندسة بهيكلها الفرعونى العتيق شامخة تنظر الى ذات المكان من علٍ ..تنطلق من سيارة فيات قديمة الطراز لعنة على ذلك الزحام الذى يشوه هدوء ونقاء الأسكندرية فى مثل هذا الوقت من كل عام ..يجاوبه فوراً من سيارة مرسيدس حديثة أغنية غربية الايقاع تشد الأعين بصراخها المتكرر..ترتفع من عربةbmw قريبة أغنية تبدو كأنها تسجيل لمعركة شعبية استخدمت فيها الموسيقى وأكتفى ببعض الحروف عوضاً عن الكلمات ..ينطلق آذان الظهر من مسجد المواساة القريب ، تصارعة الأبواق الهادرة ، تتلوى رأس السلحفاة وهى تفكر بنقل قدمها من جديد .على الرصيف فى منتصف الطريق تبدو إمرأة أكلتها السنون ، مكللة الرأس بغطاء أسود مثل ثوبها الذى ينتهى الى حذاء عرك جلده الحياة ..تتحرك المرأة رغم ثقلها بوجهها المغطى بماء العرق المعجون بالدموع أسرع من السلحفاة ، منادية بصوتٍ مشروخٍ :- ياسيد
تبتلع هوجة الأصوات صوتها وهى تمضى..يراها أحد ركاب المرسيدس يشده منظر ثيابها السوداء ووجهها المكسو بالتغضنات .. ينزل من العربة حاملا قناعا من الجد متسائلا عما تقول.. يهبط الآخرون بدافع الفضول.. يدورون حولها.. يسمعون النداء يقول أحدهم لأصحابه ضاحكا:- هاتوا لها السيد
يهبط ركاب العربةbmw الى المكان يشاركونهم الدوران حولها متسائلين عما تريدمن السيد هذا ومن يكون.. يفتح أحدهم غطاء المحمول هاتفاً :- هذا فيه ميكروفون سيأتى لها بما تريد
يقربه من فمها ينطلق صوتها ليشق جدران الفضاءمنادياً :- ياسيد
بينما صوت الآذان ينطلق مايزال من مسجد المواساة ..يغطى الصوتان السماء فوق الرؤس:-
الله اكبر الله اكبر
ياسيد ياسيد
تتلاشى بقية الأصوات
رد مع اقتباس