[حمد السيابي]

اعتراف فوق المعهود
ها أنا أجلس اليوم وحيدا .. أراقب طيفك الآتي من بعيد .. ذاكرتي تختزن الكثير .. لا أستطيع وصف حالتي .. أشعر بشوق غير عادي .. شوق إلى كل شيء فيك ومعك . ها أنا يا حبيبتي وحيد أراقب أمواج البحر المتوسط .. يسمونه الأبيض لكن عيني تر زرقته واضحة للعيان ..
كل شيء هنا غريب عن عالمي .. كل شيء يجرفني نحوك .. كل شيء يجعلني أكثر صدقا وأنا أعترف بحبك المقدس .. كل شيء أحتضنه شوقا لاحتضانك ..
من هذا المكان ومن هذه الشرفة المطلة على البحر حيث الأمان وعذوبة المكان .. أكتب شوقا إليك .. وأعترف بحبك أيتها الفاتنة ..
ها أنا يا ملهمتي أجلس وحيدا على هذا الكرسي .. أبحث عن أفكار لعواطفي وأبحث عن يد تمسك بالقلم .. لتكتب أصدق تعبير سطرته في حياتي .. يدي التي تعرفينها والتي تطلقين عليها عاشقة باقات الورد والقلم .. هي الآن أكثر وحدة مني ترتعش فتقذف القلم بعيدا عن أفكاري ..
وحيد أنا في هذا الليل القمري الجميل .. وحيد أنا وأمواج البحر تناديني لتعانق أشواقي .. وحيد أنا في هذا العالم المزدحم ..إنها الحقيقة .. ماذا يقول تائه مثلي تتبعثر أوراقه وتتساقط على نبع نهر بردى في دمشق العتيقة .. ؟
ماذا يقول تائه مثلي ترتطم أحلامه بأمواج الأبيض المتوسط ..؟
إنه الجنون الحقيقي .. كل ما أرجوه .. ألا تقولي شيئا .. اتركي الأمر لأفكاري العنيدة ..
هذا هو الواقع يا حبيبتي في ليل جميل على شاطئ أجمل .. في وطن أنت بعيدة عنه
ليتني الآن قريب منك .. أبعثر هذياني بين يديك .. أضحك فتضحكين وابكي فتتألمين
ليتك الآن معي أنظر في وجهك الملائكي .. ليتك الآن معي لأحتضنك فيذوب الحلم على شفتيك ..
ها أنا الآن أجلس وحيدا أراقب السماء الصافية والبحر الأزرق الهادئ والأرض المطرزة بأشجار الصنوبر والزيتون ..
ها أنا الآن أعترف اعترافا فوق المعهود .. اعترف بأني أحبك أكثر .. وأشتاق إليك أكثر .. أعترف بأن شوقي إليك أكبر .. فاعذريني إذ غادرتك دون وداع فأنت تعرفين عنادي .. وأنت تعرفين أن السفر هو جزء من مكونات دم شراييني ..

اللاذقية ( سوريا )
ذات مــســاء