[أمل فكر]

سلطة 3

في مكان آخر.. بدولة عربية طل وجه فتاة من على الشرفة تنفست الصباح وتنفسها هو حزناً على ما يتمنى أمثالها، و شفقة على أسباب تمنيها هذا
- ليتني صبياً، شاباً.. سأستطيع الشيء الأكثر، سأتاجر بحرية، سأسافر بحرية، سأحدث و أناقش أي مسئول دون خجل كوني أنثى سأذهب إلى قدميه و إن حجزت و إن سجنت فلن أبالي.. سأسافر بطريقة و أخرى لأفعل شيئاً من أجل أخواننا المحتلين دون أن أفكر بأهلٍ و سمعة قد تسوئهم، من عملٍ كهذا و لو أنه شريف سامي... عربيةٌ أنا عربية خليجية بيئتي متشددة و حسب... بقوانين و أسباب و أحياناً بلا هداية.

مشهد
حوار بين رجلين، رجلان حران عربيان، وفي أمان
- أسمعت الأخبار.. امس قتل الكثير من الأبرياء على يد الغواشم الأسرائليون
- أجل، أجل، ذاتها هي هي الأخبار: حروب، قتل، دمار، أغتصاب، حرائق، عوانس، أمراض... اسمعني يا صاحبي عش لحظتك مالك و مالهم
رص على كفيه غيضاً، و جعد الصحيفة في يديه – فقط لو يمكنني فعل شيء، فقط لو أستطيع
- و هلا ردك أحد، قم أفعل
- عندك حق يجب أن أقوم.. و لكنني عاجز (فبادر بشيء من الحنق) فقط لو يعطوننا إشارة لحاربناهم زحفاً، لمَ لا يُسمح لنا؟
- هكذا...! فلو أردت فعليك بمجهود شخصي، و حتى لو فماذا ستفعل بعضل رجل واحد؟
بعد سكوت يائس، هتف- سأفعل قليله كما فعلت تلك الأجنبية الغير مسلمة حينما وقفت أمام الدبابة اللعينة بغية إرغامهم بعدم تدمير منزل عائلة فلسطينية..
- ...
- أعجزت عن الكلام..
لاذ بالصمت.. فنهض حاس بالإهانة – أحس بأنك أحبطتني نوعاً ما أو أحزنتني، لا أدري يا رجل(أشغل التلفاز على قناة الأخبار، معلقاً) أبداً لا نعجز نحن عن الكلام و الحماس و القسم..

سلطة 4

في جلسة ليست برسمية لأحد أعضاء وزارة الصناعة مع ابن أخيه فرد في إدارة براءة الأختراع، والمتذمر في أحياناً في أجواء الأريحية لعدم وجود أسماء عمانيين بالكم المطلوب في الأختراعات
فالأول لابن أخيه – بعد نصف ساعة سأحضر أجتماع نتحدث فيه عن تطور الصناعة في البلاد... (مردفاً) أستقبلنا و رضينا بالكثير من عروض الشركات الأسيوية والأوروبية، فتحنا مصانع في المدينة الصناعية، النسب جيدة المدخول وقد شغر الكثير من المواطنيين أغلب الوظائف، عدا الرئاسة فأغلبها للأجنبي بسبب خبراتها وأنه الأفضل!!
فاستطرد ابن أخيه – ما آخر أختراع صناعي أبتكره أو أخترعه فرد مواطن من هذا البلد..؟ فقط اسألني أنا.. وأسألني عن مصدر بضائع أغلب التجار الصغار.. أسألني أنا فلدي معلومات
فصمت؛ يعلم العقول تتحدث ولم تفعل بعد.. يعلم حتى تعمل تحتاج الوقت الذي يسرفه الموظف البسيط في إنهاء ملف أبسط منه! ويعلم أكثر عن الصناعة والتجارة.. لم يحضى بعد بالشرف الذي يعلي من شأنه مقارنة بالدول الأوروبية بعد، والتي من شأنها أن تلغي وصف "نائي"
بعد برهة تحدث وهو ينهض – على كلٍ لن تنفعني هذه المعلومات في الاجتماع الوظني العربي.
مشهد
وهناك في أقاصي، وأعماق (ولاية تدعى لوى بمنطقة شمال الباطنة بدولة سلطنة عمان) أناس تختنق وتجهض وتتسرطن بسبب عوادم الصناعة التي يحكي عنها الوزير وأفراد الوزارات المعنية بأن نسب المواد بحسب المتفق عليه في عالم "جودة الصناعة، وما يلائمها" هناك في اجتماعاتهم وصحفهم تصفيق حار للمجهود المستميت في الأرتقاء صناعياً، وهناك مجهود من أهالي لوى –هؤلاء أعرفهم، ولا أدري إن كان هناك أهالي مثلهم في الأقاصي- يبذلون مجهود مستميت في الحياة أطول عمرٍ قبل أن تأخذهم دخان الحقيقة الصامتون عنها من أجل الوطن هناك تضحيات شرف من أهلها، بصمت بشرف. بصمت،.... .... ...

تابع باقي السلطات،،،