عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-10-2010, 11:23 AM
إشراق النهدية إشراق النهدية غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 11
افتراضي من يجمعهما الرحمن لا يفرقهما الإنسان

من يجمعهما الرحمن لا يفرقهما الإنسان


إلتقيا صامتين، ولكن هزمهما المكان حين تكلم ، كيف يمكن تمويه الآخرين حولهما بأنهما ليسا حبيبين ! .....
كان وداعا بأعين دامعة و صامتة وكأنها نهاية لعلاقة حب عابرة ولكنها لم تكن كذلك ، بل كان حبا صادقا وقف عند حافة رغبة انتحارية.
هذا الأحتضار قبل الفراق بعث في داخليهما إختلاق عابث للأفكار، و أرجوحة الأحاديث المعقدة بينهما جعلهما بلا ثبات ولا إستقرار يكثران الثرثرة في الإنفصال الى أن رفعا شعار الصمت في النهاية ، ونظراتهما الهاربة عن نظر الآخر تحملان دخان من رماد أحلامهما المحترقة بعد موت الأمل نهائيا.
لعلهما عرفا بإنهما كانا كضفتا نهر لا يلتقيان أبدا ، مجازفة الحب أتعبتهما ومغامرة اللقاءات السرية أرهقتهما،قررا الإبتعاد رغم فضول الحب بينهما ، و كانا يدركان إن المجاملة بعد الفراق لا تجدي مثل شربة ماء لا تحيي الأموات......
أختارا الفراق بذريعة الأقدار الصعبة وأختارا الرحيل بذريعة باقي الأعذار الآخرى اللتي كانت روؤس لأسباب عاجزة.....
حاولا مرارا نفض غبار الحب منهما بالغضب والإبتعاد سابقا ولكن أبى شبح الحب إلا البقاء والتجدد مثل أشباح القصص القديمة يتجدد في كل قصة جديدة طبق الأصل مع إختلاف بسيط.
رحل هو، وبقيت هي تراجع ذاتها وبالرغم من أن مزاج الأيام لم تعد تعجبها و طبع الدقايق والساعات ثقيلة ، ولكن أصبحت مسايرة الحياة لعبة تجيدها رغما عنها.
قررت السفر والرحيل بذكريات أرادت دفنها هناك ولكنها كالأرواح تسكن جسدها وها هي تسافر معها الآن ، أرادت تغيير وتيرة مشاعرها المماثلة كل يوم....
مكان جديد و حياة جديدة قد تغير الأفكار والمزاج وقد ينجح العمل الجديد في غسل ذاكرة سابقة تحمل ذكريات أماتت فيها رغبة للحياة و مسحت منها صور الحب .........
عمل جديد أتخذته حبل تربط به أنفاس حياتها غير مهتمة لسبب آخر قد يحيي بها حب من جديد.دخلت مكتبها أول يوم إنبعث من داخلها هتاف يقول بأن هذا المكان ليس بجديد عليها، كان مرتب وجميل و كل شئ يوحي بالتجدد وكأن حدث ما سيقع، ولكنها لا تحب إنتظار السعادة ، فالإنتظار عبودية كما يقولون ، ولا يهمها إلا أن تخمد جمر الأحزان بهطول أمطار اللامبالاة لتطفئ كل المشاعر الحزينة بداخلها.......
تتوجه الى مكتبها وتغرق في زحمة العمل وتفكر لو أمكن ترتيب الحياة بسهولة ترتيب كومة الأوراق هذه.....
بعد قليل دخل زميلها بالمكتب متحديا أقدار الفراق و التناسي، كشف الحظ عن وجه حبيبها مره آخرى وجدته في حياتها على المكتب المقابل لها وينظر لها بذهول و إستغراب غير مصدق لرؤيتها، لعبه الأقدار تجمع و تفرق!رغم أنف الأحباب......
في هذا اليوم صمتهما يهمس بحب قديم ، ومن جديد تكلم المكان بقصة حب صارخ تتجدد بشكل أحدث مع نفس الأشخاص، فلماذا كان الفراق أذا جمعهما الحب من قبل! ......

إشراق النهدية
رد مع اقتباس