عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-10-2010, 05:13 PM
الصورة الرمزية إبراهيم الرواحي
إبراهيم الرواحي إبراهيم الرواحي غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,196

اوسمتي

Exclamation الحب عند الشعراء ( ج 5 / فدوى طوقان )

نواصل سلسلة الحديث عن الحب عند الشعراء
**********************

((( الحب عند فدوى طوقان)))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقوم شعر الحب عند فدوى طوقان على تصور الخوف من التغير ومن الزمن ، لكنها تضيف إليه أشياء كثيرة تتصل بعالم الأنثى حين يكون المجال هو الحب ، فهي مثل الرجل ترى أن الفن نوع من التخليد للمحبوب ، إلا أنها تختلف عنه في تحليل عاطفة الغيرة مثلا ، وفي تحليل معاني العبودية ، فالرجل قد يقول للمرأة : سيدتي ، مليكتي، أميرتي ، ... لكنه لا يعني بدقة ما تحمله هذه الألفاظ من معان ، أما المرأة فإن كل لفظة تقولها من هذا القبيل مقيّدة لها ، مرهونة بإخلاصها .

و فدوى طوقان في شعرها ـ وكعادة النساء ـ لا تتفلسف في الحب ، بل هي ملتصقة بالواقعية .. تقول فدوى :
أسأل : ما أنت ؟ سمعت الرياح
تقول لي في مثل همس القدر :
إنك يا حبي .. نشيد الخلود
وإنني صداك عبر الوجود ..


وتميّز فدوى بين الحب والودّ بقوة ، فالأول ( الحب ) متصل بارتعاشات مبهمة تبدأ في الطفولة :
" تحبني " ؟ تاريخها عندي قديم
قبلك من سنين .. من سنين
نشدتها .. بحثت عنها في طفولتي
نشدتها إذ كنت طفلة حزينة مع الصغار
عطشى إلى محبة الكبار ..
وكنت أسمع النساء حول موقد الشتاء
يروين قصة الأمير ..
إذ أحب بنت جاره الفقير
أحبّها ؟
وترعش الحروف في كياني الصغير ..
إذن .. هناك حب .. هناك من يحب .. من تحب !!!



أما الثاني ( الود ) فإنها تلحقه بالصداقة :
تحبني ؟؟ لا .. ردّها
دع لي ـ صديقي ـ ودّك الكبير
أعبّ من حنوّه في دربي الطويل



غير أن لفظة ( الحب ) قد تلقي في النفس ظلالا متفاوتة من المعاني ، كما أنها خاضعة لحكم الزمن كأي شيء آخر في الحياة ..
يوم .. وتعرى الكلمة الناعمة
من ظلها .. من سحرها الباني
يوم .. ويبدو وجهها الثاني
عبر مسافات جليدية ..
خلف متاهات ضبابية



أخيرا ... ترى فدوى أن الحب قد أصابه التغيّر بفعل الزمن ، فجفّ ، وأصبح قاصرا على العلاقات الجسدية فقط ... تقول :
الحب عند الآخرين جفّ .. وانحصر
معناه في .. صدر .. وساقْ .




لكم المودة
__________________
رد مع اقتباس