عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-11-2010, 07:28 PM
الصورة الرمزية فهد مبارك
فهد مبارك فهد مبارك غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,479

اوسمتي

افتراضي الشعر .. ذلك الكائن الحر

للكلام حواس خمس .. ولترنيمة الوزن امكنة تنتمي إليها ،

وللمخيلة عوالمها وزواياها التي لا يقرب منها سوى فرسان الصمت ..

هل الشعر كائن متكلم والشعراء متصوفون صامتون ؟

وهل كان الشعر كذلك حتى يصل إلينا - نحن أبناء هذا الزمن النابت على أهداب الحكايا ؟!

ليس للشعر كينونة خاصة ،

بل هو حالة من حالات الوجود ،

كائن حر يتلقى نبوات الذاكرة والمستقبل من آفاق البشر ..

هنالك في السماء بعض من تراتيل الشعر ، وهنا على الارض سدنة معابدة ،

وما بينهما تموت مخيّلات ، وتحيا مخيّلات ، وتخلد مخيّلات ،

وهذه المخيّلات جميعا هي صهوة الشاعر ،

ليست المفردة هي مبحث الشاعر ،

إنها الصورة البعيدة في ذاكراتنا جميعا ، في ذكرياتنا ،

ذلك الذي يبرز في حلوه ومره ، والاخر الذي يختلط حتى لا نميز بينهما ..

نقف على سجادة الشعر .. نتلون بلغة تنقلنا نحو الاقاصي ،

نحو عوالم لا تنبت إلا في أرض القصيدة ،

ولا تتكون إلا في رحم الموقف ،

ولا تعيش إلا في بدن هي روحه التي نراها ولا نراها ،

ولكنا نشعر بها تتدفق في تفاصيل حيواتنا كلها ،

في المنزل ، في الشارع ، في غرف نومنا ، في قيمنا ، في مبادئنا ،

تحررنا مما نخاف منه ، وتعيّشنا ما لا نقدر الوصول إليه ..

هكذا هي القصيدة التي تبنينا ونبنيها ..


**** للشعر حكايته الابدية ،

ليس حكاية الموقف ، إنها فاصلة في جملة الزمن ،

والمفردة مدينة السرد الكبرى ، التي تنمو فيها رؤانا ،

ونطل من نوافذها على تفاصيلنا الداخلية ****



مرت قافلة شعر من هنا ..

عبرت تخوم الصمت ، نشرت ولا زالت وستظل تنشر رائحتها في ذاكراتنا ..


فهد مبارك

التعديل الأخير تم بواسطة فهد مبارك ; 09-11-2010 الساعة 07:48 PM
رد مع اقتباس