عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-01-2011, 09:03 PM
الصورة الرمزية محمد الراسبي
محمد الراسبي محمد الراسبي غير متواجد حالياً
مدير الموقع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 1,754

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى محمد الراسبي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى محمد الراسبي
افتراضي

ثم بدأت الجلسة الثانية والتي ادارتها المكرمة د. شيخة المسلمية ويقررها الشاعر حسن المطروشي والتي حملت عنوان الشعر الشعبي العماني والمكون الاجتماعي


حيث بدأ بقراءة الورقة الاولى الباحث محمد بن سعيد الحجري والتي حملت عنوان الشعر الشعبي العماني وتداخل المكون الاجتماعي

حيث تحدث عن المكون الاجتماعي في عمان وهو مكون مركب وشديد الفرادة ، و يعود تركيبه إلى تنوعه اللغوي و العرقي و المذهبي و اللهجي ، ما شكل حالة فريدة من تمازج الأنماط الثقافية و تعايشها و تبادل سماتها ، و من الملاحظ أن الشعر الشعبي كأي نمط أدبي مارس دوراً مزدوجاً ، فقد كان مرآة لهذا الان سجام و التعايش و معبراً عنه من ناحية ، و منتجاً له أو حاثاً عليه على الأقل و محيلاً له إلى جزء من مكونات الثقافة العمانية من ناحية أخرى .

وعلى ذلك فقد قام الباحث باستقراء ما أمكن من الشعر الشعبي العماني ، سواء كان )مكتوباً أو مطبوعاً أو م سجلا ت سجيلاً صوتياً ، أو عبر مقابلات مع بعض حفاظ و رواة الشعر الشعبي (، لاكتشاف وشائج العلاقة بين الشعر الشعبي و المكون الاجتماعي العماني المتداخل، و عبر استقراء هذه المساحة الشعرية وجد أن هذه العلاقة الوثيقة تتأسس على مجموعة من المرتكزات التي نقلت الخصائص الإيجابية في الاتجاهين ومن هذه المرتكزات:

-
1 ينقل الشعر وشيجة الوحدة الوطنية من مستوى الفن الشعري إلى مستوى الأداء الجماعي للفنون المغناة التي ترتكز على المادة الشعرية أو الأداء الجماعي لها ، و هو بهذا المعنى يسهم في صياغة الذاكرة الواحدة و يعزز القيم المشتركة ، كما تسهم هذه الفنون بكلماتها الشعرية في صياغة الذائقة الجماعية و ترقية الحس الجمالي ، في تقييم الأسلوب الأدائي ، أو بما يصفه النص من أنماط الجمال.

-
2 كما أن الفنون الأدائية القائمة على المبارزة الشعرية ، بين المجموعات الزائرة و المقيمة في مكان اللقاء و قوامها على الرزحة ، لا تتضمن استفزازاً شعرياً يعرض بالقبائل أو الأشخاص ، وإنما تتضمن التحية في القدوم و عند الوداع ، و ما بينهما مناورات شعرية تكرس مفهوم الاحترام و الواجب ، مكتفية باستعراض القدرة الشعرية ل «المهوي » و القدرة الأدائية للمشاركين من الطرفين بديلاً لأي استعراض آخر ، كما تتصل هذه اللقاءات الشعرية الفنية الجماعية بمجموعة محكمة من الطقوس و الأعراف التي يلتزم بها في المناسبات العامة ، و هي تتمحور على فكرة الاحترام الآخر ، و على ذلك فإن الكلمة الشعرية تصبح هي التعبير عن مشاعر الاحترام الآخر فرداً أو جماعة أو قبيلة .



-3 اختفاء الانعكاسات السلبية المتوقعة في مجتمع مماثل لحالة التركيب تلك على الشعر الشعبي ، يدل على ارتباط الشعر الشعبي في عمان بالمكون الاجتماعي ، و بمعنى آخر فإننا لا نجد فيه تجليات لحالة التركيب تلك ، تصنع التباينات أو تكرسها ، بل يتجاوز الشعر الشعبي التناقضات باتجاه صياغة نص شعر شعبي مشترك ، أو مدونة شعرية تمثل ذلك المشترك الثقافي الجامع .

فالنصوص الأكثر ديمومة وسيرورة في ذاكرته تعلي من القيم الإنسانية العامة في صيغتها «العمانية « التي يتعارف
العمانيون عليها ب «معاني العرب » أو « معاني الرجال » و هي تتمحور على قيم الشجاعة و الكرم و الجرأة و الوفاء و السماحة و الاحترام المتبادل بين الأقران، و هي عناصر أساسية في مضامين الشعر الشعبي العماني .

-
4 تتداخل «ثيمات » وتجليات المكون البيئي بين شعراء البيئات المختلفة في الصحراء و البحر و الجبل ، لتكون نصاً شعبياً واحداً يتبادل شعراؤه التراكيب و المفردات التي قد تنسب نظرياً لبيئة دون سواها ، بينما تعلي النصوص الشعرية العمانية من قيمة الوطن العماني باعتباره جامعاً للذات الوطنية .

-
5 كما أن السمات الواضحة للإنسان العماني و التي تتمثل في صبره وأناته وضبط انفعالاته و حجبها عن العلن تظهر جلية بوعي متقصد في نصوص الشعر ال شعبي العماني و برمزية مستغلقة أحياناً تحيل إلى ذات الشاعر فحسب وإلى تجربته الخاصة ، أو التي يشاركه فيها البعض ضمن دوائر ضيقة جداً ، فقلما يبيح الشاعر العماني باسم محبوبته ،كما يتخذ من مفردات الطبيعة وموجودات الحياة روامز موحية على استحياء على تجربة ما ، لا يبيح الشاعر مفاتيحها و يتكتم على أطرافها ، إلى حد أن أنواعاً شعرية مستقلة قامت على هذه التوريات التي تزاوج الجناس اللغوي بالكنايات المعنوية أو تستخدم آليات وأدوات التورية الأخرى .

-
6 تشيع في الذاكرة الشعرية الشعبية العمانية أداة الحوار الشعري الذي يبرز تعبيراً عن حالة اجتماعية تجنح إلى بناء الجسور و احترام الآخر و التواصل و توطيد العلاقات ، و لذلك فهو يمثل نسبة ضخمة من إنتاج كل شاعر شعبي على حدة ، و من المنتج الشعري الشعبي العماني عامة ، و هي تتعدى كونها أداة أو أسلوباً شعرياً إلى كونها غرضاً شعرياً رئيسياً تمر عبره أغراض فرعية أخرى ، غزلاً أو مشاكاة أو فخراً أو مديحاً أو وصفاً أو استعراضاً لغوياً ، في شتى ضروب الشعر الشعبي .

-
7 كان الشعر الشعبي العماني أداة لتحقق بعض الشعراء الذين ظهروا في بعض الطبقات البسيطة في بعض المراحل الاجتماعية ، إذ يشهد التاريخ الثقافي )الشفهي على الأقل( بحضور أسماء شعراء لم تكن ثمة مبررات لحفظ ذكراهم سوى شعرهم . و قد قام الباحث بشرح النقاط السابقة بتفاصيل إضافية ، كما دعمها بالأمثلة التي تبرهن على تحققها و حضورها في النص الشعري الشعبي العماني .


بعدها قدم د. محمد بن مسلم المهري الورقة الثانية بعنوان الشعر الشعبي العماني والذاكرة الجمعية حيث تناولت هذه الورقة تعريف الشعر الشعبي باعتباره فناً يصدر عن شاعر من الشعب يعبر فيه عن هموم الناس اليومية, والقيم والسلوكيات كما يراها العامة ، ومن ثم تعريفا للذاكرة بشكل عام عند القدماء في معاجمهم اللغوية، وكتبهم الأدبية، بداية بالتذكر الذي هو خلاف النسيان، وختاما بالذاكرة الشبيهة بالخزانة التي يرجع إليها الشاعر متى شاء، ويستخرج منها ما أراد. ثم الذاكرة الجمعية وهي الذاكرة الثقافية.

وهي ذاكرة تصوغها المحرمات والنواهي، وتنسجها الرموز والأساطير، وتغذيها الرؤى والأحلام ، وتمل ؤها المثل والمعتقدات وتجسدها الطقوس والتقاليد، وما يندرج تحتها من مضامين كالأدب والتاريخ حين تتحول صور الذاكرة المشحونة بالمغزى إلى فن وبالتالي إلى فهم فتغدو مقصدا يشد إليها الرحال حين يهم أحدنا بالهروب من المكان والواقع المعاش .

ثم يعرج الباحث على الأساطير والمعتقدات التي اعتمدها الشاعر الشعبي العماني في تفسير الظواهر الطبيعية، والاجتماعية التي عجز عن حل رموزها ؛ فأعتمد جوابا يذهب عنه التوجس والريبة تجاه هذه الظواهر ، ويبعد عنه السؤال عن كنهها.

و فيما يتعلق بالقيم الاجتماعية يرى الباحث أن الشعر الشعبي العماني استطاع أن يستنطق الذاكرة، فحفظ لنا القيم التي يحتكم إليها المجتمع العماني من خلال التنويه بها أو ذمها وتجريمها والختام عند البحر بذاكرته المتدفقة فهو ترجمان لمجد الإنسان العماني الذي أظهر مهارته في التعاطي مع مناخاته المتقلبة.

على أن الورقة جاءت مستلهمة في كل ذلك جوانب الذاكرة الجمعية من خلال استنطاق الشواهد الشعرية من الشعر الشعبي العماني بكل أطيافه النبطي منه، والمنتمي إلى اللهجات القديمة التي حافظ عليها العمانيون منذ أزل التاريخ كشاهد على عظمة هذا الإنسان.

بعدها قدم الشاعر سالم بن سلطان السعدي ورقته التي بعنوان الشعر الشعبي العماني ( التونع والثراء ) حيث
قسم ورقته إلى عدة أبواب من حيث البيئات الجغرافية العمانية والفنون التي تحتضنها هذه البيئات ، وأيضا من حيث الفنون الوافدة إلى عمان ، نتيجة للتلاقح الثقافي وموقع عمان الجغرافي الذي أتاح للعماني الإطلاع على الثقافات الأخرى . وبطبيعة الحال فإن الشعر الشعبي العماني هو العمود الفقري في الفنون التقليدية .

و قد عرج السعدي على التنوع البيئي، متحدثاً عن فنون البيئة البحرية أولاً والتي رأى أن أغلبها فنون عمل وترويح عن النفس ومن هذه الفنون : فن المسوبل، غناء تحميل الشبّاك في القارب، غناء رمي الشبّاك في البحر، غناء صيد السمك ويسمّى الظغوه أو الظاغيه، غناء الوشاعة وهي صناعة شبّاك الصيد .

كما تطرق الباحث للبيئة الصحراوية والتي تتميز فنونها بعدم وجود الإيقاع وهي عبارة عن شلاّت صوتيه منها : التغرود، والطارق، والونّه، وهمبل البوش .

و تحدث الباحث أيضاً عن البيئة الجبلية ورأى أن أغلب فنونها هي فنون العمل وتأتي بدون إيقاع : التعويب ، والرعي. وأتى الباحث على البيئة الريفية الزراعية ورأى أنها بيئة غنية بالفنون الشعرية مثل : الرزحة ، والشرح ، والقصبة . كما بين الباحث الفنون الوافدة والتي دخلت على سلطنة عمان والتي رأى أنها فنون أفروآسيوية، و منها : الميدان ، والطنبوره، والباكت، والليوا، والمحوكة.

و تطرق الباحث للشعر الشعبي الغنائي النسائي، وعد من أنواعه: أغاني الطفل و من بينها غاني المهد ، غاني ترقيص الطفل، غناء ملاعبة الأطفال وتحفيظهم. و الأغاني المرتبطة بألعاب البنات .وكما تحدث الباحث أيضاً عن أغاني المناسبات، كالمناسبات
الدينية مثل المالد و غيره .

بعدها تمت المناقشة والمداخلات المثرية والتي تحدثو فيها عن الفنون العمانية وعلاقتها الوثيقة بالشعر الشعبي العماني .


هذا ونذكر بجلسات الغد التي ستبدأ من الساعة التاسعة صباحا


__________________
ديواني المقروء
رد مع اقتباس