...كنت حينها أعيش على ما أجمعه من ملاحظات ،أعيش تفاصيل المحيط دون تعليق و دون احتجاج، ما كان لي الحق في ذلك ،أعيشها على أنها بديهيات مسلم بها ،أحاول أن أصنع ذاكرة تقاوم كل الهزات التي تتلقاها، هكذا تركبت شخصيتي ، أميل مع ما أراه الحق ، ألين و أتصلب ...يقولون عني ..بقدر ما أنت طيب و حنون ، بقدر ما أنت قاس و عنيف ،أنت لا تعرف الاعتدال و الواسطية ، ويحك لقد جردتك الارقام من
المشاعر الرقيقة و لين الطرف و زينك بالصبر لا تصلح الا في العسكر ..كان هذا الكلام يؤلمني كثيرا ، فأبتسم ..
يمكن أنهم أصابوا لأنني حريص على المنطق و التعامل مع الواقع بجدية ، أقول أن الأمة الجادة لا اعرف المزاح ...هكذا أنظر الى نفسي و الكمال لا يدرك، , أتسائل ..الا يمكن أن تكون هذه التصرفات عبارة عن افرازات الثقافة المزدوجة ؟..عربية فرنسية في نزال ، و يصرخ الرفض داخلي ... الا هذه..فأضع نفسي على
المحك برجوعي الى التراث ...
يتبع...
|