...و الرجوع الى الأصل فضيلة ، و هو الحق..فأجد ذاتي لا تزال تعانق التاريخ ، و بقايا الحضارة ، و الأطلال، كأنها طفل في حضن أمه ارتوى و يداعب خصلات شعرها و يتحسس بأصابعه اللطيفة مياسم الجمال في وجهها . يقال أن العرب أمة متمردة لا يقيمها الا الاسلام ، و بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني في علم الاجتماع تراني أعتز و أتعجب .. كل شيء يستطيع الانسان أن يكتسبه بطريقة أو بأخرى ، الا الأصل اذا ضاع و تفرق ، فتراني أحرص كل الحرص للمحافظة على هويتي وانتمائي ..
كنت و أنا صغير عندما آوي الى فراشي ، أنظر الى الدنيا أضيق ، هي وحدها التي لا تريدني أن أكبر بسرعة ، تحاصرني بتثاقل أيامها ، أجتهد في الدراسة بعيدا عن المشاغبة ، بجدية لا يتحملها زملائي ، بجدية الكبار ...أساتذتي يقولون انني سأذهب بعيدا ، و سيكون لي الشأن ... الا أن الظروف حعلتني أتشكل
على ما أنا عليه اليوم ، ماهر في تقنيات المحاسبة و ترويض الأرقام ، هذه الصهوة التي امتطيتها توجت حياتي بعمل أنا فيه المحور الأساسي حيثما كنت ، وازدادت صرامتي في جدية المراقبة و المتابعة ، لا يفلت من قبضتي شيء...حفظت القرءان الكريم بعيدا عن عالم الرومنسيات ، مقيد العاطفة بالشرع ، علمني بفن المحاسبة الصدق و متعة البحث و التحليل بعيدا عن الخيال ،أتصارع من الواقع ، فأثر ذلك على حياتي الخاصة ، و أصبحت مبرمجا كالحسوب....
....يتبع...
|