[أسماء الشامسي]

في فترة من الفترات ربما احتجنا فعلاً لإنهاء الاعتصامات بأي طريقة وبأي ثمن..وعندما تعالت الدعوات لإنهائها كنتُ أتمنّى أن تُفض وأن تعود من جديد بحلّة أكثررقيّ!
الغريب أنّ الحُكومات العربية على ما يبدو لا تستجيب لمطالب شعوبها إلا عندما تتوشح الاعتصامات بالعنف والمشهد اللاحضاري..
عمومًا..الوضع الاقتصادي وما يرتبط به نظام الحُكم وفلسفة الدولة والسياسة الخارجية والداخلية للسلطنة تحول دون تحقيق مطالب "جوهرية" لاهي وظائف ولاهي زيادة رواتب بل هي أخطرواكبر من ذلك..وإن كنتُ أعتقد أن تحقيق الحُكومة لمطالب المتظاهرين بزيادة الرواتب وتوفير فرص العمل تطلّب كثير من التَّضحيات من جانب السلطان قابوس حفظهُ الله والذي أؤوكد كما يُؤكد غيري على تبنيه منهجًا سليمًا مغايرًا لما اتَّبعه البعض من الحُكام..رغم بعض الثغرات التي نعرفها جميعًا..
استمرارالتظاهرات إلى اليوم في ولايتي صوروصلالة وهي مناطق حيوية دليل على وجود مطالب جوهرية وصِرْفة حلّها ليس بالأمرالهيّن لكنه ممكن في حالة واحِدة فقط..في حالة الاستقلال الاقتصادي والسياسي والايديولوجي الذي سيوفّر لنا دون أدنى ريب تعليم نظامي مقبول ..مستوى معيشة لائق..قطاع خاص مطّورومُبتَكِر..حماية موثّقة لاقتصاد
البلاد...
أمّا محاكمة المفسدين والفاسدين ..فهذه قصّة أخرى...وكل ما ذكرت له عِلاقة مباشرة بالنظام العالمي الجديد الذي دخلنا في إطاره وجَرَت عولمتنا تحت مظلّة الرأسماليّة...فكانت الدول النامية أشد الضحايا..
وأنا متأكّدة أن كثيرمن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد هي نتاج "تبعيّة" اختارتها حكوماتنا فكُنا والوطن ضحايا هذا الاختيار!
وربما لو كان يعي الشعب العُماني البسيط حجم الإملاءات التي تُملى على حكومة السلطنة والحكومات العربية من النظام "الأم" لاحتقن غضبًا أشد مما هو عليه الآن..
سُحقًا لمنظومة بريتون وودزبما فيها صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية
وغيرها من منظّمات اليونسكو والأمم المتحدة ومجلس الأمن التي غُررنا بها..
واستوردنا منها تعليمنا واقتصادياتنا وربما كثيرمن قراراتنا السياسية..
فكان الحال بطالة وفقروتدهور في القوة الشرائية للشعوب وتهميش وو....
لكن أعتقد أننا أفضل حالاً من غيرنا من ناحية حجم إغراقنا بالديون وحجم السطووالنّهب..إن لم أكن مخطئة!