[مختار أحمد سعيدي]

خاطرة

انا الحاضر فيك


أيها الصمت الذي يصنع في غيابها ألمي ، و يرهق الظن بخوفي على الأمل ، يا عويل الجراح المكبوث و أنين الشجون المكظوم ، يا مهجتي في وحدتي ، ارفق و أعد للبسمة عهدتها ... غابت حبيبتي و أنا الساكن في عقر لهفها و تظن أني أنا الذي يغيب ،و ظل قلمي الطريق في منعطفات حبها بحثا ، يهدي على لسانها و بحبرها يتخضب الحبور ، كادت تسقط ثمار كلماتي لما ينعت لها ،و أنا أبحث عن نفسي في ذاتها ...يا نور البصر ، و القمر الذي أنار درب الهيام بها ، يا شعلة العاشقين أترجاك توهجي و التهمي امتداد الزمن الذي بيننا ، و طاردي فلول البعد العنيدة التي تؤرقنا ، و أعينينا بالشوق على احتواء الأمل ، أجهدتني المسافات و أضناني مسلك الوصل و القلب حزين ، يتجرع عبرات الصبر على الأحر من كل حر و تعذبني التساؤلات ...
يا حبيبتي أين ذنبي غير اني عشقتك و العنف في الحب سر الحياة ، ترشقني سذاجتي بخيبتي عندما أخفق في البحث عنك و أنت تستغيثين ، فأحتمي بوعودك و حلمي ، و ارتدي الصبر الجميل حتى تبيض البصيرة ، ملهوف استغيث بعبق مناتحك الذي اعاد لزفراتي وتيرتها و اسكن رغم البعد المواجعات ، لا يزال ريحك كالوهيج يأتيني ، يطيب زمن مواعدنا ، و كلما حان في الخيال و قت اللقاء يشتد الجنون و يشدني اليك الحنين ..
أرتب ، و الوهم يجمعنا ، خوفا من بطش الجليل ، نمارس في الخيال هياما يصنعه الحلم و نسقي الأرواح خمرة الوعود ، يتأجج اللهب و تصرخ جوارحنا خوفا من الوعيد، و ينساق اللهف الذي يكتسح مكامن الاغراء العفيفة التي تكظم الرغبة و تحرر المشاعر طاهرة و تزكي الأشواق .
أيتها الصديقة هكذا يغتال صدقي النزوات و يدود عن حوضك بسلاح الحياء فوق الرجاء الى يوم اللقاء...أنا الذي لا تشفي غليلي الكلمات و حبرك يزيد الحرف اشتعالا ، أزف اليك عبر الأثير أمنيات من نور واحتراقات ، و أتحدى الآهات و التأوهات ، أصونك و ذاتي كلها عويل ، و أقهر من أجل عفافك كل الاغراءات ...دونك يا حبيبتي فضاء حلمي و لك مني قبل الحل أروع و أجمل هيام عشق تزينه أشواقي و يسيجه صبري على وصلك خفية ، و حرصي على وصولك الي طاهرة متطهرة........لا زلت على العهد و الوعد جوال..
مختارك