عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-07-2011, 04:38 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

*.. المقدّمة

في مقدمة الكتاب يفتتح الكاتب بمقولة للامام عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، والذي قال: ".. ربّو أبناءكم لزمان غير زمانكم" والكاتب بدوره ينطلق من هذه المقولة ليدعو كلّ أب وكلّ مربّ لتطبيقها فهو يرى أنّ الآباء رغم حبّهم الكبير لأبنائهم قد لا يحسنون تزويدهم بما ينفعهم لمواجهة الحياة. لذلك وجب على الأبناء غربلة كلّ موروثهم عن آبائهم والأخذ بما هو نافع ومفيد والاستعانة بما ورد في موروثنا الإسلامي للتّغلّب على مادّيّة الحياة وتوحّشها.
فالحياة مليئة بالإغراءات لا يكاد يسلم من إغوائها أحد ولا ينفي الكاتب عن نفسه الوقوع في مثل ذلك ومع ذلك يضع أمام القارىء هذا الكتاب ويضع فيه تجاربه وتأمّلاته ويدعوه للاستفادة من كلّ ذلك ولم لايعمل فيها عقله فيخرج بدوره أفكاره وتأمّلاته الخاصّة.
يقول الكاتب عن الحياه في كتابه: "... سلني عن الحياة، ودعني اخبرك انها الفاتنة اللعوب والتي لم يسلم من اغوائها الا المعصومون من البشر وقد ذهبوا !! بريقها أخاذ ، فلا تملك امامه سوى ان تفتن ، أو تدركك رحمة من ربك فتعود الى جادة الطريق المستقيم ...".
ويقول في موضع أخر من الكتاب: " ... الحياة لمن فقه ليست شرا خالصا، فهي الباب الى النجاح الدنيوي، وفيها ننال شهادة الفلاح الخروي، شريطة أن نعي جيدا ما الذي تمثله الحياة في الميزان".

imagesCAAZN18Z.jpg


*.. البدايات الصّعبة

أصعب الأمور بداياتها والسّرّ في ذلك يكمن في أنّ الخطوات الأولى لا تكون ظاهرة للعيان. فيقول الشاذلي: (العين لا ترى إلاّ الشيء الكبير والشيء الكبير لا يتأتّى إلاّ بصبر كبير والصّبر الكبير تنتجه همّة عالية). هذا الأمر يجب أن يدركه كلّ واحد منّا فبإدراكه له لا تثنيه الصّعوبات الّتي تعترضه في بداية أيّ مشروع له عن مواصلة الطّريق ، وليتحقّق ذلك لا بدّ من وضوح الرّؤية والهدف فكلّما كانت الرّؤية واضحة استصغر صاحبها كلّ الصّعوبات وقد ضرب الكاتب مثلا لذلك برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حينما طلب منه بعض أصحابه أن يستنصر لهم فقال"قد كان من قبلكم يؤخذ الرّجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصدّه ذلك عن دينه واللّه ليتمّنّ هذا الأمر حتّى يسير الرّاكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلاّ اللّه والذّئب على غنمه ولكنّكم تستعجلون" ، فوضوح رؤيته صلّى اللّه عليه وسلّم جعل ما يتعرّض له من الأذى من قومه لا يقف عائقا أمام إكمال رسالته.
وكذلك القائد العظيم "محمّد الفاتح" لم يمنعه صغر سنّه وهو طفل يلعب ولا البحر ولا الأسوار من أن يردّد كلّما رأى أسوار القسطنطينيّة"غدا سأحطّم أسوارك المنيعة" وكان له ما أراد وهو في العشرين من عمره.
__________________
رد مع اقتباس