عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-07-2011, 05:00 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

*.. ربّما تنتهي الرّواية في منتصفها


رغم إيماننا أنّ هذه الحياة زائلة وأنّ مصيرنا إلى الموت لا محالة إلاّ أنّ أفعالنا لا تدلّ على ذلك.فالكثير منّا ينغمس في هذه الدّنيا وكأنّه سيعيش أبد الدّهر وقليل منّا من يقف للحظات لتأمّل فكرة الموت. لكنّ أصحاب العقل الرّاجح كثيرا ما وقفوا وتأمّلوا الموت وكانوا يستعدّون له ومنهم الإمام الغزالي رحمه اللّه حينما شبّه هذه الدّنيا بالفندق الّذي سرعان ما يمتلئ بالنّزلاء ليعود ويفرغ من جديد ليستقبل مجدّدا نزلاء آخرين.
وكذلك المفكّر الفرنسي فيكتور يغو الّذي يشبّه من يموت في ريعان الشّباب بالرّواية المثيرة الّتي تنتهي في منتصفها، فالموت لا يفرّق بين شابّ يافع وعجوز هرم وعلينا جميعا شيبا وشبّانا أن نتهيّأ له ونستعدّ للرّحيل في كلّ حين.
يقول الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا الإطار"كن في الدّنيا كأنّك غريب أو عابر سبيل"

*.. تسعون يوما قبل دخول القبر

أصيب "أستاذ الحاسوب\ راندي باوش" بسرطان البنكرياس وأخبره الأطبّاء أنّ أمامه 3أشهر فقط ليموت بعدها.
فمالّذي فعل؟ لقد جمع طلبته وألقى عليهم محاضرة بعنوان "الوصول الحقيقي لأحلام طفولتك" قدّم فيها الكثير من دروس الحياة الّتي تعلّمها في حياته منها ما واجهه من صعوبات في حياته الجامعيّة وكيفيّة تغلّبه عليها إذ كان يقول لو يوجّه الإنسان عشر الطّاقة الّتي يصرفها في التّذمّر إلى التّفكير بحلّ لمشكلته لتراءت أمامه الحلول الكثيرة.
كان يرى صعوبات الحياة كتحدّيات لتحقيق أهداف كبيرة وليست أبدا عراقيل.
كما دعا الآباء والمربّين إلى تشجيع أبنائهم والمراهنة على نجاحهم وعدم كبت مواهبهم، وقدّم لهم رأيه إذا ما تعرّض أحد ما إلى صعوبات كثيرة فإذا كان هذا الشّخص قائدا عظيما فلا يمكن أن يرضى بالحلول الصّغيرة والبسيطة وإنّما سيسعى جاهدا إلى الوصول إلى أنجاز عظيم يخلّده التّاريخ فالعالم والتاّريخ لا يعترف إلاّ بمن يحمل مشعل النّور ويسير حافيا على مسامير الألم و جمرات الشّوك
أنهى راندي محاضرته وودّع تلاميذه مبتسما ليموت بعد ذلك بأيّام قليلة وهو لم يتجاوز 48 من عمره لكنّه ترك الملايين من النّاس الّذين يتداولون محاضرته ويحاولون الاستفادة من الدّروس الّتي قدّمها.

imagesCA0Z9NYY.jpg

*.. دع روحك تلحق بك

بيّن الكاتب أنّ حياتنا اليوم وما يرافقها من تطوّر تكنولوجي (هاتف محمول, انترنيت…) وتسارع في نسق الحياة يجعلنا نلهث وراء تحقيق رغبات كثيرة ويسبّب لنا ذلك إضافة إلى الإرهاق البدني إرهاقا نفسيّا وروحيّا.ضرب الكاتب مثالا على ذلك رجلا طلب من عدد من العمّال حمل أمتعته الاستكشافيّة بمقابل مادّي فتدافع العمّال مسرعين لكن ما لبثوا أن ارتموا على الأرض من شدّ التّعب ولم تنفع محاولاته بزيادة أجرهم لإعادتهم إلى العمل وأجابوه بأنّهم كانوا يجرون دون تفكير وعليهم الانتظار حتّى تلحق بهم أرواحهم.
لا تلهث وراء الحياة, قف بين حين آخر بشجاعة وتأمّل حياتك وما حقّقته فيها وما إذا كنت تسير وفق أهدافك وإن اكتشفت من انحراف مسارك قليلا لا تتردّد في تعديل طريقك مجدّدا وستجد أنّ نفسك تطمئنّ وأنّ الهدوء يعاودك.
__________________
رد مع اقتباس