عرض مشاركة واحدة
  #110  
قديم 19-07-2011, 05:33 PM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

\

بيت الشعر في الشارقة يؤبن محمد بن حاضر


نظم بيت الشعر في الشارقة مساء أمس الأول أمسية تأبينية للشاعر الإماراتي محمد خليفة بن حاضر الذي توفي في السادس من الشهر الجاري،
وتحدث في المحاضرة الزميلان عبداللطيف الزبيدي ويوسف أبولوز، وقدم لها الزميل محمد ولد محمد سالم بالحديث عن الزبيدي وأبولوز باعتبارهما وجهين ثقافيين وإعلاميين لهما حضورهما في الساحة الثقافية الإماراتية من خلال كتاباتهما المميزة، فالزبيدي بإبحاره في جميع مجالات المعرفة ذلك الإبحار الذي ينم عن سعة اطّلاع وكثرة قراءة، وأبولوز بأسلوبه الصحفي المحترف الذي يرتفع إلى مستوى الشاعرية ويدنو إلى حد السخرية اللاذعة، كما تحدث عن الراحل ابن حاضر الذي ولد في دبي سنة 1948 وتخرج في إدارة الأعمال وشغف بالشعر والأدب العربي، وأصبح واحداً من شعراء عقدي السبعينات والثمانينات المعدودين، وتولى مناصب دبلوماسية قبل أن يصبح عضوا في المجلس الوطني لدولة الإمارات، وامتاز بأصالته الشعرية وتمسكه بقيم عمود الشعر، إلى جانب انخراطه في قضايا الوطن والأمة العربية .


عبد اللطيف الزبيدي أعطى لحديثه عن صديقه ابن حاضر طابع الذكريات الحميمة، فتحدث عن سلوكه في حب الشعر وملازمة قراءته والحديث عنه وعن كبار مبدعيه خاصة المتنبي الذي كان له مكانة خاصة في نفسه، فقد أغرم بشعره وحفظ جله، وكانت شروح ديوانه لا تتخلف عن مجلسه، وكان يقول إن للغة العربية وشعرها جرساً خاصاً وموسيقا تدخل إلى النفس ليست لغيرها من اللغات، وأضاف الزبيدي أن يوم ابن حاضر كان مشحوناً بالشعر، بدءاً من الصباح على مائدة الإفطار حيث لا بد من ذكر الشعر، وإنشاد بعض مقطوعاته، وكان مجلسه روضة للأدباء يجاذبه أطراف الحديث في فنون الشعر واللغة والمعرفة، وكان يختم يومه بالشعر الخفيف الرقيق .

ويضيف الزبيدي أنه حتى في أسفاره خارج البلاد كانت حقيبة الكتب لا تفارقه، يقرأ منها ويستأنس بالأشعار الجميلة ويدون ملاحظاته على الهوامش، فقد كان ذا معرفة راسخة بأصول الشعر وقدرة نقدية على تمييز جيده من رديئه .

وعن طريقته في كتابة الشعر قال الزبيدي إن ابن حاضر لم تكن له ترتيبات خاصة لوقت أو مكان قوله للشعر، فحيثما ومتى ما طاف به طائف الشعر سجله، فقد يكتب البيتين أو المقطوعة أو القصيدة في ورقة وهو في السيارة أو الطائرة أو المكتب أو البيت، ولم يكن يهتم بنشره أو حفظه، لذلك فعلى من يريد جمع شعره أن يبحث في أماكن متعددة وعند أصدقائه، فربما كتب أبياتاً وأهداها إلى صديق ونسيها، لأنه يعتبر أن الشعر هو ردة فعل على أحداث الحياة .

يوسف أبولوز استهل حديثه عن ابن حاضر بالدعوة إلى أن يترافق مع عملية جمع ديوان الشاعر التي يتولاها اتحاد الكتاب انتاج فيلم وثائقي حول نتاج هذا الشاعر الكبير، وأشار إلى وجود مادة صحافية كبيرة حوله ممثلة في حوارات وكتابات نقدية تناولت شعره وآراءه وهي مادة كفيلة بتقديم الخامة التي عليها يمكن بناء مثل ذلك العمل .

وأضاف أبولوز أن لقاءاته مع الراحل رغم قلتها وتباعدها إلا أنها كشفت له جانبين مهمين في حياة ابن حاضر أولهما كرمه ودماثة خلقه، وتواضعه الجم، وهو جانب إنساني لا بد لمن خالطه أن يلاحظه، وثانيهما انشغاله بالشعر ثقافة وإبداعا، وانتماؤه الأصيل للثقافة العربية دفاعا عنها وتأصيلا لها .

وأضاف أبولوز أن ابن حاضر في غيابه سيبقى حاضراً، بما سطره من أشعار، وبما أنجزه للثقافة الإماراتية باعتباره أحد أعمدة التأسيس الثقافي، حيث شارك في إنشاء العديد من الصروح والمشاريع الثقافية منها ندوة الثقافة والعلوم ومجلة المنتدى وغيرها، وكان مدافعاً مستميتاً عن اللغة العربية وعن التعليم الواعي بالهوية المؤصل لها، ويضيف أبولوز أن ابن حاضر “يمكن وصفه بأنه هو رجل الأعمال الذي جعل الثقافة مركز حياته”، وأنه في شعره لم يكن حالماً ولا مهوماً بعيداً عن قضايا وطنه وأمته، بل كان يعيش تحت شمس الواقع التي هي شمس الشعر المضيئة” .

وختمت الأمسية بقراءة الشاعر نصر بدوان لبعض من أشعار ابن حاضر منها قصيدة “الإبحار إلى سواحل زايد” التي يقول فيها:


كَمْ مِنْ ذُرى جَاوزْتَها، فَكَأنَّها



تَحتَ الَّتي جَاوزْتَها أودَاءُ



وكأنَّما سَابقْتَ نَفسَك حِينَمَا



لم يَعْدُ قُربُكَ في المدى عدّاء



إنَّ العِرَابَ إذا تواتَرَ جريُها



نَكصَتْ على أعقَابِها الأفْلاءُ



فَاسْلَمْ لنا، لِلشَّعْبِ، لِلعَرَبِ الأُلى



هُرِعُوا إليكَ وفي الشِّفاهِ دُعاءُ



للمُسلمينَ القادمينَ يَشُدُّهُمْ



شَوقٌ إليكَ، وبيعةٌ وَوَلاءُ



واليومَ يا شيخَ العُروبةِ، أرضُنا



للطامعينَ الجَفْنَةُ الكَومَاءُ



وعراقُنا نُهبى ، تقاسَمَ ماءَهُ



وسَماءَهُ وثراءَهُ الحُلَفَاءُ



والقُدسُ قد سُبيتْ، وما فُديتْ، فَمَنْ



يفدي العَفَافَ إذا استطال سَبَاءُ؟



مَنْ للأُلى سُحُبُ السَّماءِ غِطَاؤُهُم



والأرضُ من تحتِ الجُسُومِ وِطَاءُ؟



من للأُلى تغدُو قبوراً دُورُهُم



فكأنَّهم موتى وهم أحْيَاءُ؟



من لِلأرَامِل، واليَتَامى بَعْدَمَا



عَاثَ الذِّئابُ بهم ومَاتَ رِعَاءُ؟



لَمْ يبقَ بعد اللهِ غيرُكَ كُلَّما



صَفا البلاءُ، وأعْرَضَ الكُبرَاءُ؟




\
__________________
رد مع اقتباس