عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 21-07-2011, 02:56 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

النص الفائز بالمركز الثالث عن القصه القصيره

خوزقة !

ذلك الرمح الحاد المغروس في الأرض كشجرة موت، يلمع بشهوة متهيئا للولوج إلى الكتلة البشرية الدافئة. ألا يعجبكِ شموخه؟ قاطع كشعرة موت، خاشع كمئذنة، منتصب كابن شهيد. منتظر كلهفة عاشق.
سأخوزقهم جميعا. لا مفر . بكلمة مني يصبحون جميعا على الرماح. أتعلمين بمن سأبدأ؟ أبدأ بأمي تلك العاهرة التي دعت أبي ليضع حيوانه اللعين في بويضتها القذرة. ثم تزوجها بعد ذلك، بالمناسبة زواجهما لا يعني قطعا أنني لم أعد ابن حرام؟ متأكد أنني ابن حرام وإلا ما كنت بهذا السوء. ما الذي سيحدث لها لو فعلتها مع ابن الشيخ؟! أو أي رجل لعين آخر له جيب. ألم يحلو لها سوى ذلك الشقي!
سأخوزق أمي التي لو لم تفعل ما يشينها غير ولادتي لكفاها، فما بالكِ بعذاب سنوات. سأخوزقها ببطئ لتتذكر كيف كانت تعطي أخي الأكبر بيضتين على الفطور ولا تعطيني سوى واحدة. دائما تفضله علي، حين ينجح فهو عبقري، وحين أنجح فهي نتيجة طبيعة لاهتمامها بدراستي. كنت من يذهب للدكان، ومن يلقي "كيس الزبالة"، ومن يحضر الثياب من "الدوبي". رغم ذلك فأنا مقصر ! مقصر لأن سيارة الخبز تأخرت، أو لأن الهندي الجديد لا يجيد كي الملابس. بالمناسبة هل لديكِ أشقاء؟ لو كان لديكِ لقدّرتِ حجم المحرقة المتوحشة بداخلي... أما أنتِ يا أمي العزيزة فتخوزقي بتفانٍ، تخوزقي أنت وابنك المفضل. تخوزقوا معا كعائلة سعيدة. وحده أبي الذي سأنجـّـيه اليوم ببدنه. صحيح أن فقره أذل طفولتنا لكن هذا ذنب العاهرة وليس ذنبه بعد كل شيء.
سأخوزق كل معلمي الإنجليزية الذي اعتقدوا أنني غبي. إنهم حتى لم يسألوا معلمي الرياضيات والعلوم عن أدائي. ولعلمكم أيها المتخوزقون فأنا لست طالبا سيئا، كل ما هنالك أني أعاني ضعفا في اللغات. ضعفا عاما حتى في العربية نفسها، ليس ذنبي إن كان النصف الأيمن من دماغي لا يعمل كما يجب، ولكنكم أيها المتعجرفون لم تتفهموا ذلك، هل أترككم وأخوزق دماغي مثلا! حسنا أيها الظرفاء أرجو أن تقضوا good time على خوازيقكم الفاخرة.
أما عبدالستار فلك الخازوق الأطول والأصلب، ليلائم شهواتك. لا تدعي أنك لا تذكر تلك الظهيرة حين فتحت سحاب سروالك، وأمسكت يدي لتضعها عليه. قلت لي أنك تعاني حساسية في عنقك ويصعب عليك الوصول إلى موضع الألم، وطلبت أن أحكه لك ففعلتُ، ثم قلتَ أنك تعاني حساسية في مكان آخر ... ، فما كان مني إلا أن مددت يد العون، وأنا أعني أنني مددت يدي حقيقة. ارتحتَ كثيرا بعلاجي، وقلت أن لي يدا سحرية تمنح الشفاء، وتنبأتَ بأني سأدخل كلية الطب. الذي يغيضني أكثر من أي شيء هو أنني سعدتُ بإطراءك، هل تسمعين أيتها الأم على الخازوق الأخير، سعدتُ لأنهم أثنوا علي، في البيت كل الثناء محجوز للولد المذهل المتخوزق عن يمينك. حسنا أيها القذر يسعدني أن أشفيك الآن من كل معاناتك. تلذذ بخازوقك أيها الخنيث. ولعلمك فنبؤتك كذبت وأنا لم أتمكن من دخول كلية الطب، لأسباب أقلها أنني ضعيف في الإنجليزية، وإلا –أعني لو كنت طالب طب- كنت سأشرحك حيا. أربط كل طرف منك بالسرير، وأكشف عن صدرك، أدخل المشرط لتصبغ حمرة دمك المثيرة بياض قفازي، أليس رائعا كل هذا البياض؟ السرير، قميصي، القفازات، وكفنك المنتظر بلهفة عروس على الطاولة الأخرى. أتعلم ما سيقول قلبك حين أخرجه؟
"نصحته، لم ينصت، كلما لكزته قال : يلتهمني المنفى، و يوجعني الغياب.
أقول له : في العمر متسع، وللأعياد صبر
ويرد: كلها ماتت
- أهو انتقام؟
- من أبيه
- ما فعل ؟
- أيها القلب انظر في جراحك، كلها منه. على الوجه صفعة، في الصدر بصقة، والجيب فارغ
- البيت ؟
- تساقطت جدرانه مع المطر
- الحبيبة ؟
- أحرقها الشتاء
- وأنت ؟
- أشوه كبد الطاغية "
حتى أبي أيتها الجميلة تبين أنه مستحق للخازوق، ولا عاصم اليوم من أمري ! أيتها الجميلة يا خازوقا يشك فؤادي، ألا تريدين الجلوس على العرش بجانبي؟ سأسمح لك بتصفية حساباتك وخوزقة أهلك بين الحين والآخر. ربما ليس لك أهل، أنت يتيمة، ولا أشقاء لديك طبعا، أتعلمين شيئا ربما لهذا أنت معافاة أكثر منا، حسنا خوزقي أقرانك الذين لهم آباء أغنياء، وأمهات لطيفات. إن لم تطيقي مشاهدة المنظر خبئي وجهك البهي في صدري. ماذا قررتِ؟ أتختارين العرش أم الخازوق ؟ حسنا .. حسنا يا حبيبتي سأمنحك فرصة التفكير حتى نلتقي في المرسم بعد أسبوع، أما الآن فعلي التخلص من لوحتي، فالمحاضر أستدعاني إلى مكتبه آخر مرة ليوضح اندهاشه من رسوماتي "الوحشية" كما يصفها. أتعلمين سنخوزقه أيضا في حصة الأسبوع القادم. ما رأيك ؟ هل تنضمين لي؟


نوف السعيدي
رد مع اقتباس