عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21-07-2011, 04:46 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

رسالة إلى سيد المـاء

للغيب للسور البيضاء للتين
للمنتهى ، لفوانيس المساكين

للتمر ، للماء ، للصحراء بل لدمي
للجمر تحت دلالي ، للفناجين

للنازحات إلى الأسماء في وله ٍ
من (قل هو الله) حتى قول (يس)

للدمع و هو ينادي مشهدا جللا
آمنت ,,, فارتعدت كل السكاكين

لمن "نسى" و هو يسقي ربه قدحا
بأن يوسف من بين المساجين

لكف موسى إذا ما هم ينزعها
بل للعصى حين تلقى للثعابين

للناصري مسيحا و هو يرفعه
عند الثلاث التي بعد الثلاثين

قد جئت فردا جنوبيا له اشتعلت
كل اللغات فصلت في دواويني

يا ثاني اثنين ، أنت اثنيهما أبدا
يا جملة الخلق ، يا كل الملايين

يا آخر الدهر .. يا من أنت أوله
من قبل أن يخلق الإنسان من طين

يا من دنوت إلى أن صرت أنت أنا
و أنت أرفع من شم العرانين

يا غربة الماء تجري فيّ أنهرها
مستعمراتٍ دمائي و هي تغزوني

تجري فاصرخ سهوا فرط غيبتها
"يا دجلة الخير يا أم البساتين"

تجري تلخص هذا الكون فيّ إلى
أن ينتفي الطين في بعض الأحايين

* * * *
هذا أنا و المدى حرا أطير به
بين المآذن فيه و الطواحين

و أنت تعرج من أفق إلى أفق
حتى بك افتتنت عين الشياطين

تطوف راياتك النجلاء شامخة
فاطـّــوفت حولها كل الميادين

قد كنت في الغار أميا و تقرؤنا
و اليوم عرشك بين الكاف و النون

تمشي المهابة في جنبيك لا بطر
تمشي فتنشق آلاف الدرابين

فإن مررت أمام الجاحدين على
صمتٍ... تجلجل تيجان السلاطين

مثل الفرائس تشظّــى على هلع
ما مر فوق الثرى ظل العقابين

هذا الذي خطت البيداء سيرته
و مكة منه صارت سفر تكوين

في كل شبر له طيف يوطنه
غيب الأماكن بين الحين و الحين

فربما قد تبدى في رؤى قطز
روحا .. و قد كان حتى عند حطين

حتى رأينا به جيلا ملامحه
لا ريب فيها لحدس أو لتخمين

باتوا وقد عرجوا في ألف داجية
حتى استفاقوا على نصل لسكين ِ!!

كانوا يسيرون في سكر و في شغفٍ
بين المطارق كانوا و السنادين

فإن سئلت... يجيبوا : أننا صورٌ.
هو الحقيقة من فوق و من دون

جيلٌ .. تسير علوم الأنبياء به
سير الروافد في جوف الأراضين

و لم يكونوا كقوم كل ما أخذوا
قصَّ السبالِ و إعفاءَ العثانين

* * * *
خذني شهيدا و علّق خافقي نذرا
بين النسور صليبا و الشواهين

قد قيل : أن الهوى درب فمفترق
كليهما في الهوى يفضي لغسلين ِ

حتى تنزل جبريل يقول: ((كفى..
رعبا... فطوبا ستهدى للمجانين

كفى...فإن جميع العاشقين دنوا
و قيس عدّ من الغر الميامين!!

خذ السماوات و اهتك سترها قدما
واخطف من الشمس قداس الشعانين

وانفذ إليك.. و لا تجرئ لتسئلني
"أين البراهين؟" ... يا عين البراهين)) !!

* * * *
يا مجري الريح يدنيها و يصرفها
المسكن .. النار في حلق التنانين

يا ممسكا بنواصي الغيم يأخذها
من ألف أفق و صحراء .. لتسقيني...

كأن وجهك شطآن لذاكرتي
مطرزات بحقل من رياحين

مذ أن ذكرتك بيتا صادقا خجلا
اعشوشبت صحفي البلهاء بالتين ِ

أنت الخريف الذي ما دار دورته
إلا و دارت نواعير الشرايين..

أنت الذي إن جرت عيناك في عجل ٍ
على يباس ٍ ، تلوى بالأفانين

شابت رؤوس و جنت فيك أخيلة
إذ جندت منك أرواح الملايين

حتما فلا أين عنك الآن يفصلني
و لا زمان وموت عنك يقصيني

دع اليقين .. سماويا .. يعلقني
بين "الفتوحات" أو بين "الطواسين"

دعني أسافر صوفيا أصيح بهم:
"ألا لكم دينكم هذا و لي ديني ..."


جمال الملا
رد مع اقتباس