عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21-07-2011, 04:52 PM
الصورة الرمزية أحمد الهديفي
أحمد الهديفي أحمد الهديفي غير متواجد حالياً
اللجنة الإعلامية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 123
افتراضي

القصيدة الفائزة بالمركز الثالث

وليد



يموت المسدس في داخلي
سيدي سيموت المسدس في داخلي بعد سيف ..
يموت بنا الأصدقاء نموت بهم ..
ونعيشُ على خفقات الخواء
نعدُّ الهواء ..

أهيئ مقصلة للقصائدِ
تحيا الدماء ..
ويحيا الدمُ ..
أراقبُ مقصلتي ضاحكا
أعدُّ الثواني
/يجفُّ الفمُ ..

أهيئ مقصلة للقصائد
أجعل أمنيتي أن أنام على حرفِها هانئا
أهشُّ ذباب السيوف عن الوجهِ
أقسم أني أقول كلاماً سمعتُ
وأقسم أني أقول كلاما أقول
وأقسمُ أقسم أقسم أقسم أقسم
لا شيء يكتبنا غير هذا القصائد يا سيدي
ولا شيء سوف يحملنا للحقيقة غير القصائد يا سيدي ..

سيدي ..
هل رأيت النوافذ؟
من ألمونيومَ في بيتنا القروي؟
النوافذ مغلقةً للأمامِ
نخافُ علينا شرور الظلام ..
نخاف على حبّنا أن يموت
وينجح فينا اللئام ..

سيدي هل رأيت النوافذ؟
من خارصين وزئبقَ
من معجزات الحديد ..
تخافُ على ظلِّنا من ظلالٍ
وتخشى على ظلِّنا من ضلال ..
نحب الحديدَ لأن الحديد اتكال ..

&&&

أراك تراني ..
على مقعدين ..
صغيرين خلف الحديقة
يقتسمان الخطيئة حلماً ..
ولا ينسيان الزمان ...
يحبَّان/ ما الحبُّ إلا نحبُّ ..
يتوهان/ ما التيه إلا نحبُّ ..
يغيبان/ ما الغيب إلى نحبُّ ..
يخافان/ ما الخوف إلا بذور نحبُّ ..
نُحِبُّ نُحبُّ نقولُ نجول نصول نموت نعيش نخاف
نرى كلَّ شيء سراباً ونحيا لكي يكتمل في دواخلنا
كُل ماء الحُطام ..

أقول أحبِّك ثم أخاف
أخاف على حبِّنا من شرور اللئام ..
تقول أحبَّك ثم تخاف على حبِّنا / أن يضيع السلام ..
تقول أحبِّك ثمَّ تخاف/ تخافُّ لأن المحبَّة خوفٌ
لأنَّ الحقيقةَ في داخلِ منهكٍ لا تَنام ..
وحدها / الحقيقة ..
دربكةٌ من شرور النيام ..

نيامٌ نيامٌ سلامٌ سلامٌ
ببيتٍ صغير من شعرةٍ واحدة ..
لها قصة واحدة ..
وعقدتها واحدة ..
وفكرتها واحدة ..
شعرةٌ واحدة ..

تصولُ تجولُ ..
تحاول ألا تميل ..
تقول تميلُ
تحول ألا يعتَّم فيها الأصيل ..
تقاتل تهتف تمسك تقبض تصرخ
تجبذ تجذب تَقمعُ تُقمع ترتعُ في لغةِ الميتين ..

شعرةٌ من أنينٍ / حنين / سكونٍ/ جنون/ شقاءٍ/ سحاب/ غمام/
شعرةٌ
مثل شعر السجين ..
شعرةٌ تجيد سوى أن تقول الحكاية ..
ليست لها عصبةٌ كي ترى المُستحيل ..

&&&

شعرةً شعرةً
قصة قصة
كان يقنطُ منَّا الذين يرون الحقيقة تفاحة زاهرة ..
أو سيقنط منَّا الذين يرون الحقيقة فاجرة داعرة ..
كان يقنط منَّا الذين يرون الحقيقة مشكلة الآخرة ..
يقنطون ويرمون شبَّاكَهم في مكانٍ بعيدٍ ..
بينما في الطريق الطويل ..
نرى الرجل المستحيل ..
ونضحك خوفاً ..
لكي لا يضيع الدليل ..

&&&

بيننا بيننا ..
عالمٌ واسعٌ ليس يدري به غير من دخلوا بيننا ..
بيننا بيننا ..
عالمٌ ليس يقصيه غير المسدس أو لمعةٍ من سماء السنا ...
بيننا بيننا ..
كُل الذين يقولون ماتوا وكل الذين يعيشون ما بيننا ..

بيننا بيننا ...
بعض تاريخ أو لُحمةٍ لم تُرد بيننا ...
بيننا بيننا بينا يا صديقي
بقايا المُنى ..
ومعجزةٍ ستطيلُ الهَنا ..

بيننا بيننا يا صديقي حياةٌ
وما بيننا بيننا ...

&&&

أحبِّكَ .. ما الحبُّ عيبٌ
ولكنَّهم يسرقون الحقيقةِ من أجل معضلةٍ تافهة ..
ما العيب في أن تحبَّ وما العيب في أن تحبَّ؟

ما عيبُ أن يعشقون؟ سوى أنَّهم يعشقون؟
وما العيب ألَّا نقول الحقيقة فيمن نحبُّ
وما العيب فيمن إذا جزِعوا يكذبون؟

ما عيبهم من يريدون أن يصنعوا المستحيل؟
وما عيبهم من يخافون هذا الطريق الطويل؟
وما عيب من لا يخاف ولا يطلبُ المستحيل؟

ما العيب يا سيدي ما الحياة إذا لم نحبَّ ولم نجعلِ الدربِ معتركاً أو سبيل؟

أحبُّك يا سيدي صاحباً ..
سيداً/ رجلاً لم تلده التي وهبتني المُصيبة
أو الرجل المستحيل ...

&&&

إلى رجلٍ مُستحيلٍ ..
سأعرفُ " أن الطريق إلى المُستحيل طويل"
سأعرفُ
أسرقُ من ماءِ شعرٍ قليلا من اللغةِ الهاربة ..
لعلَّ الذين يحبّون حبِّي يعيدون لحظتي الغائبة ..

صديقي ..
صديق القوافي ..
الطريق طويل ..
ولكنني لست ممن يحبَّون هذا الطريق الطويل ..
فدعني أهدِّم هذا السبيل الطويل ...

&&&

دم .. لا تدم ..
بيننا طعم عيش ودَم ..

دم لا تدم ..
بيننا سحرٍ غارٍ ووشم ..

دم لا تدم ..

طبلُ قريتنا في المساء ..
وقصتها عندما تحتلم ..

دم لا تدم ..

ليس فينا سوى من يعيشون فينا ..
وباقٍ لأجلِ القَلم ..

دم / لا تدم ..

لن تعيش طويلاً كما سأحبُّ
ولن أستطيع الحياةَ طويلا
لأنِّي أحبك فعلاً ..
وأقسم بالشعر/ هذا القلم ..


&&&

وقوفُك مع مصحفٍ أزرقٍ في صفاء البحيرة
أو قصة المسلمين الذين على الفيل كانوا يسوقون فيلا ..

قصة / مسلمان / على فيلِ غابٍ
يقولان شيئا غبيا ..
أخاف عليك ..
أخاف عليك من الأغبياء ..
وأخشى بأن ينجحون بإفساد قصتك الرائعة ..
لنا قصة سابعة ..
قصة سابعة ..
" إذا دقَّت الساعة التاسعة" [1]


تدقُّ القصائد في داخلي دقَّة رائعة ..
ولو لي كماكَ ..
كماكَ كما ستقول قريبا
ولو لي كماك ..
بقاياك
دقَّتك الرائعة ..
لقلت القصائد في مَنزل كلَّ ليل ..
وحيداً
أمرر أيامنا الضائعة ..

تدقُّ القصائد
ييأس قائلها من كلام القصائد
ييأس، ييأس، ييأس
يشتمُ في سرِّه علنا صاحبا يقرؤ الشعر سرَّا ..
يراه وييأس ..
ما الشعرُ؟
ما نحن؟
ما قولنا ؟
ما المهم؟
وماذا يريدون كلُّ الذين يموتون؟
ماذا يريد الذين يعيشون؟
ماذا يريدون يا صاحبي ..
كُلما جاء يومٌ تصدى لنا صاحب
قال: هذي الحقيقة؟
ليس لنا أن نكذب
فعلا فكلُّ الحقيقة يعرفها الغرباء
ولا ينطقها الأصدقاء ...

أحبك/ ما العيب؟ في أن أحبَّك؟
ما العيب في أن أراك أخي وأحبك؟

هل سوف نخشى/ نحب قليلا وننسى
لكي لا يمرر خنجره اللولوبي اللعين
المسدس/ الحب / الأصدقاء الذين يخونون
أو أصدقاء كحال يخافون من ظلِّهم
لا يَرون ..

أحبُّ لأني أخاف .
أخاف لأني أحب ..
أحبُّ أخاف ...
وليس بخاف عليك
فأنت الذي لا يخاف ...
أنت الذي لا يخاف ..
أنت الذي لا يخاف ..


&&&

سوف أحيا طويلا ..
ثلاثين عاما ..
ثمُّ أسلم نحو الإجابةِ طيني ..
وأنسى بقايا عجيني ...
أسلم نحو الإجابةِ طيني ..
وأبكي .. وأخجل
كيف يبكي الرجال؟
وكيف يكونون مثل الرجال؟
غلاظ؟ أشداء؟ أخفاف عير؟
أليس الرجال رجال؟
لعبةٌ للرجال
وتسلية للنساء ..
يقولون: ماذا تقولون؟ ماذا تقولون؟ ماذا تقولون؟
نقول: نقول، نقول، نقول، نقول نقول؟
يقولون: هذي الحقيقة/ هذي الحقيقة/ هذي الحقيقة ..
نقول: الحقيقة؟ أين الحقيقة؟ أين الحقيقة؟ أين الحقيقة؟
يقولون: هاتوا الطريقة هاتوا الطريقة هاتوا الطريقة؟
نقول: الحقيقة ليست طريقاً وليست طريقة ..



معاوية بن سالم الرواحي
______________________________​__________
[1] - من قصيدة لخميس قلم.
رد مع اقتباس