"لماذا ترسميني...؟
لتنتهي من اللوحة ثم تدمريها....!"
ملامحك المسكوبة في روحي
تجبرني أن أرسمك
لوحة متجسدةٌ أمامي
عندما أغضبُ منك أصبُ جمَّ غضبي عليها
فـ أ كـ سـ رها ، وأحـ طـ مـ ها
لتسكن شياطين الغضب عني ..!
وأعود وأرسمك من جديد ..!
" أ,ن,ع,ح,م,س,ى,ث,ب,ك,ل
م,ش,ه,ص,و,ئ,ذ,د
تعتعة لك أن تسبري غورها وتعيدي ترتيبها
وتحلقي على أجنحتها المكسورة
علك تصلي
إن أدركتِ أخبريني "
وراء كلَّ حرف حكايةٌ كاملة عنك
فقميصك ملطخ بحديث غير مبهم
وأنت لا تملك سوى حديث عاري من الحروف
تحاول أن تفرد جناحيك لإخراسي
وإعطائي هوية غير هويتك القابعة في روحي
كـ الأطفال تثرثر بلغةٍ من صنعِ عالم الأطفال
لتقيس مقدار صبري وتحملي..!
" لم ولن التحف صدى الصمت وابتلع لسان قلمي
وأتجرع مرارة الرحيل "
رأيتُ حبر قلمك مسكوب في مآقي رحيلك المتكرر
تهب لي جرعات من المرارة عند كل سفر
تتفسخُ فوق الماء كـ سفينة بلا ربان
وترحل ، وتذر حديثي يتحطم فوق رخام صمتك
" ما عدت الطفل الشقي المبلل بالمطر
الطفل الذي أحب التشاقي تحت المزاريب
والرسم على الجدران الباهتة "
أنا المولودة في ذلك الفصل الهارب من قائمة وجودي
لأعي ذلك في ليلةٍ رماديةٍ ماطرةٍ
بأني طفلة بلا ملامح قد سرقتها قناديل الليل
لأمشط الشوارع لكل العابرين
فأراك تتوسد ذاك الرصيف
تئنُ مثلي من الوجعِ
وترفضُ اللعب تحت المطر
كأننا كبرنا قبل الآوان
كأننا نحصد ثمار تخطينا عقود من العمرِ ..!
:
:
:
مساؤك زهر يا مهندس
للثرثرة في محرابك طعم آخر
لا زال في جعبتك الكثير من الروائع
يغرينا لمتابعته اكثر واكثر
أشكرك لوجبة حروفك الدسمة لتذوقها
استمر يا مهندس الحرف
كل التقدير لك