عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-08-2012, 06:35 AM
الصورة الرمزية محمد الطويل
محمد الطويل محمد الطويل غير متواجد حالياً
عضو مجلس ادارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 2,036

اوسمتي

افتراضي مر العيد ولا جديد ....!!



تصافح يدي كف الهواء فتصفر الريح بين أصابعي حتى يتقاطر من يدي عرق اللقاء وتذوب بين صدغ الكلمات عبارات العتب فيمتد فراغ كبير بين ذاتي وذاتي كالفراغ الممتد ما بين الزرقة والزرقة أو بين يداي والريح .


أتمتم في صمت عبارات لا تسمعها أذني وأردد على الكراسي الخالية حولي سؤالاتي عن سر الصمت الذي يسكن هذا المكان وكأن النهارات بلا ضجيج تشبه تلك الليالي الحالكة الساكنة أقصى حدود الصمت دون حلم أو حياة .


القمر في هذه اللحظات يبدو هلالاً غير مكتمل النضوج ولا يرسل ضوءه إلى الأرض اليباب فثمة غيمة رمادية منذ ولادة القمر في هذا المساء تركض خلفه وكأنها تتعمد أن تقيم تلك الغيمة مع القمر لعبة الحصار فما للأرض غير رماد الأمل وتراب الأسى ونار الذكريات .

على آخر حدود الانتظار يقف قلبي وحيداً مرتجفاً .. متبعثراً وقد أعياه الصبر وطول الانتظار .. على آخر حدود المدى تتشدق عيناي تترقب الوقت أن يقتل الوقت ...كان حضورك في ذاكرتي مثقل بالفرح والهموم ... كان العيد عنوان اللقاء بيننا لكنه مر العيد ولا التقينا .. وكما بدأ قلبي بارتجافته المستترة عاد وحيداً بذات الارتجاف .


مر العيد وأنا بين سواعد الأيام أنقل أمنياتي الحالمة من يوم إلى يوم .. مر العيد وأنا بوهج الشوق اللافح لرؤيتك .. مر العيد وأنا بين سنابك الرضا وشوك الحرمان .. مر العيد وأنا لازلت أطارد خيط من دخان بملامح متعبة .. مر العيد وثيابي الجديدة وعطري الجديد عالقة في دولابي العتيق لم أرتديها بعد انتظاراً لك .

مر العيد ومرت الأيام لا أنت أتيت ولا أنا عرفت عنوانك وانزلق الوقت فماتت في الهوى حقول الياسمين واليافطات والورود وألوان قوس قزح .. ولازالت يداي تصافح كف الهواء فتصفر الريح .

قل لي : لماذا هذا الحب يتخبط بين الانتظار والهموم ... لما أقداحنا التي شربناها ذات مساء بالأمل هي اليوم ملأى بالفراغ وبالرمل .. من مزق قميص أحلامنا الوردية وتركنا عراة على شاطئ مهجور من تلك الأحلام .. لما نرزح تحت عباءة الانتظار وإلى متى ... وهل ستلاقي أرواحنا عيد آخر كي يتوالد من رحم الوقت أمل جديد أم ستغادر تلك الأرواح قبل أن تقبض على شيء من ذلك ؟ ! .


غوغاء المدينة ... وصخب أطفال الحي ... والوجوه العابرة .. والناس المهنئة بالعيد لبعضها البعض .. كلها تعبر عن فرحتها وأنا .... أنا .. وحيداً أحتضن صورتك في زحمة الوجوه وأسير إلى العيد القادم في بداية لرحلة انتظار جديدة .

ولا تزال الريح تصفر والقمر هلالاً والنهارات عيد وأنا كما أنا أقف على آخر حدود الانتظار بقلبي وحيداً مرتجفاً تتسلقين حلماً آخر لعيد آخر كطفلة تعبث معي ببراءة يسعدها ذاك العبث البريئ لكنه يشقيني .
__________________
قبل الرحيل أترك على طاولتي كثير من مسودات لم تكتمل وقلم رصاص

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الطويل ; 23-08-2012 الساعة 06:40 AM
رد مع اقتباس