[الشاعرمحمدجنيدى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر

طِيبَانْ*



استعارت بياض الثلج ... جمال

وتعطرت بأريج الحياء ... عفّة

وارتدت عباءة الخشية ... طهارة

تراها على الأغصان الثائرة .. عرشها

ناعسة العيون مسبلة الجفون .. مرفّهة

لا لها ولا عليها ... عافية

ليس يزعجها زقاء البوم ولا نعيب الغربان .. آمنة

ولا يخيفها زئير الأسود ولا نباح الكلاب .. مطمئنة

أمّا قرص العسل المباح فلا يسيل لعابها له .. ورِعة

حتّى الألوان البرّاقة لا تجذبها ... زاهدة

فقط يطربها شدو البلابل وهديل الحمام .. راضية

وتشبعها وترويها قطرات الندى .. قانعة

فاعتبر الكثيرون وقفتها فاول وهي كانت خارج الملعب .. إرجاف

ضحكتها خداع وهي إنما كانت تبكي ... إجحاف

تسكّعها في ذلك الوقت يثير الريبة وهي لم تكن

تقوى على رفع الجبيرة ... قهر

مكوثها على الغصن عجز وقد حبسها مرض والدتها .. اختلاق

عافت كل شيء ... تأثّر

سألت نفسها أي لون يناسبني من الوان الحياة .. حيرة

لوّثتها مقترحات الحمقى ... انجراف

نزلت عن عرشها ... مغامرة

أخفقت في الحفاظ على نقاءها .. ضعف

تقاذفتها تيّارات أغلبها مجهولة المصدر والاتجاه .. انحراف

لكنّها ليست أوّل ولا آخر الأوراق التي تنتحر حرقا .. حقيقة

فكان هذا التعليل سبب راحة حارس الغابة النفسيّة .. براءة




طِيبَانْ:

مصطلح باللغة الشحريّة
يطلق على عيدان مصقولة بطول حوالي عشرين سنتيمتر
تقوم عليها لعبة شعبيّة ظفارية تحمل نفس الإسم طِيبَانْ.
واللغة الشحرية لغة دارجة في محافظة ظفار من سلطنة عمان
وهي من اللغات القديمة جدا.

==
صياغة مبهرة متجددة أستاذنا ناجى جوهر.. روحٌ رائعة وحرفٌ معبر.. سلم البنان أيها العبقري.