عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-09-2014, 11:36 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي مختارت من أفانين الأدب 4





مختارات من أفانين الأدب
(4)

إنّ لفظة الأدب في اللغة العربيّة مرتبطة من حيـث الأساس بالخلق الكريم
والأدب الإسلامي جزء من رسالة جامعة هي الدعوة إلى الله
فإختياراتنا من التراث الإسلامي ثم الإنساني
***

مصطلاحات أدبية

الإبداع (الخلق) Creation

يوضع الخلق في الأدب أحيانا مقابل المحاكاة أو المعرفة باعتباره نقيضهما
ولكنه ليس خلقا من عدم
إذ يفترض مادة لغوية ومواضعات فنية تاريخية ومبادئ تشكيل سابقة
قابلة لأن تتلقى العناصر والأبنية الجديدة التي يقدمها الخيال الخلاق.
ويقف الخيال الخلاق في الأدب على قمة جديدة
تنهض على التمثلات في الخبرة الإنسانية اليومية
التي لا تخلو من فكر إبداعي. فتلك التمثلات هي صور تخيلية
منصبة على الأشياء التي أدركناها حسيا في الماضي
ولكنها لم تعد تؤثر في إحساساتنا الآن
بل تستبقيها الذاكرة في صور يشكلها الخيال
متحررا من تأثيرها المباشر معمما شهادة الحواس جميعها
مستفيدا من التصورات الذهنية المحصلة.
وتأتي الصورة الفنية لتعيد تشكيل الترابط بين التمثلات
كما تعيد تشكيل التمثلات نفسها لإحداث انطباعات جديدة
تستهدف غاية معينة ومثالا جماليا رفيعا وتتشبع بمقدرة على إثارة الانفعال.
ولا تقف تلك الصور الفنية على التجميل الانفعالي لمكافئ ذهني جاهز.
فلها حركتها الخاصة
***


قل ولا تقل

قل : حداني الأمر على العمل يحدوني عليه حدوًا .
ولا تقل : حدا بي الأمر إلى العمل
لأن معنى ( حداني عليه ) هو حملني عليه وبعثني عليه
أما حدا بي فمعناه غنى لي غناء الحداء وهذا هو الأصل الحدو
ثم استعمل لغير ذلك على سبيل المجاز
فصار حداني على الأمر يحدوني عليه حدوا
وقال الزمخشري في أساس البلاغة يقال:
" حدا الإبل حدوا وحدا بها حُداءًا إذا غنى لها
ومن المجاز حدوته على كذا أي بعثته " .
وقال الفيومي في المصباح المنير :
" حدوت بالإبل أحدوا حدوا : أي حثثتها على السير بالحداء
وهو الغناء لها
وحدوته على كذا: بعثته عليه ". يعني حملته عليه.ـ
***

مع أشعب

جلس أشعب يوماً إلى جانب مروان بن أبان بن عثمان، فانفلتت من مروان ريح لها صوت
فانصرف أشعب يوهم الناس أنه هو الذي خرجت منه الريح.
فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب فقال له: الدية، قال: دية ماذا؟
قال:دية الريح التي تحملتها عنك، وإلا شهرتك
فلم يدعه حتى أخذ منه شيئاً صالحه عليه
***


حِكم وأمثال

قال بن المقفّع: ثلاثة لا آراء لهم:صاحب الخُفّ الضيّق
وحاقن البول, وصاحب المرأة السليطة
**
السعيد من وعظ بغيره

من قول الحارث بن كلدة

إن اختيارك لا عن خبرة سلفت ... إلا الرجاء وقدماً يخطئ البصر
كالمستغيث ببطن السيل يحسبه ........ حرزاً يبادره إذ بله المطر
فقد رأيت بعبد الله واعظةً .......... تنهى الحليم فما أنساني الغرر
إن السعيد له في غيره عظة ....... وفي الحوادث تحكيم ومعتبر
لا أعرفنك أن أرسلت قافيةً ...... تلقى المعاذير إن لم ينفع العذر
***


ذو السبع بنات

قال محمد بن المعلى الأزدي في كتاب الترقيص:
حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال:
كنت أغشى بيوت الأعراب، أكتب عنهم كثيراً حتى أَلِفوني
وعرفوا مُرادي فأنا يوماً مارٌّ بَعذَارى البصرة، قالت لي إمرأة:
يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ، فإنَّ عنده حديثاً حسناً
فاكتبه إن شئت، قلت: أحسن اللّه إرشادَك
فأتيت شيخاً هِمّاً فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام
وقال: من أنت؟ قلت: أنا عبد الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي
ذُو يتتبع الأعراب فيكتب ألفاظهم؟: قال
قلت: نعم، وقد بلغني أن عندك حديثاً حسناً مُعْجباً رائعاً، وأخبرني باسمك ونسبك،
قال :نعم أنا حذيفة بن سور العَجلاني، ولد لأبي سبعُ بنات متواليات، وحملت أمي
فقلق قلقاً كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه، من خوف بنت ثامنة، فقال له شيخ من الحي:
ألاَ استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن قال: لا جَرَم لا أدعوه إلاّ في أحب البقاع إليه
فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه، ولا يخيب آمال آمليه؛ فأتى البيت الحرام وقال:

يا رب حسبي من بناتٍ حَسْبي ..... شيَّبن رأسي وأكلن كَسْبي

إن زدتني أخرى خلعتَ قلبي ........... وزدتني همّاً يَدُقُّ صلبي


فإذا بهاتف يقول:

لا تقنطن غشيت يا بن سور ........ بذَكَرٍ من خيرة الذُّكور

ليس بمثمود ولا منزور ............. محمدٍ من فعله مشكور

موجَّهٍ في قومه مذكور

فرجع أبي واثقاً باللّه جلَّ جلالُه، فوضعتني أمي، فنشأت أحسن ما نشأ غلام عِفّةً وكرماً
وبلغتُ مبْلغ الرجال، وقمت بأمر أخواتي وزوَّجتهن، وكنَّ عوانس
ثم قضى اللّه تعالى أن سترتهن ووالدتي، ثم منَّ اللّه عليَّ أن أعطاني فأوسع وأكثر، وله الحمد
وولدت رجالاً كثيراً ونساء؛ وإن بين يدي القوم من ظهري ثمانين رجلاً وامرأة.
**
عَنِ الأصمعي ، قَالَ : رأيت أعرابيا يصلي وهو يقول :
أسألك الغفيرة ، والناقة الغزيرة ، والشرف فِي العشيرة ، فإنها عليك يسيرة
***

ذمُّ الدُّنيا

عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : مَرَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَلَى مَزْبَلَةٍ فَاحْتَبَسَ عِنْدَهَا
فَكَأَنَّ أَصْحَابَهُ تَأَذَّوْا بِهَا
فَقَالَ : " هَذِهِ دُنْيَاكُمُ الَّتِي تَحْرِصُونَ عَلَيْهَا ، أَوْ تَتَّكِلُونَ عَلَيْهَا "
قَالَ : وَكَانَ عمر رضي الله عنه عَنْ فَنَاءِ الْمَلاذِّ مُنْتَهِيًا ، وَلِبَاقِي الْمَعَادِ مُبْتَغِيًا
يُلازِمُ الْمَشَقَّاتِ ، وَيُفَارِقُ الشَّهَوَاتِ
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ التَّصَوُّفَ حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الشَّدَائِدِ ، الَّذِي هُوَ مِنْ أَشْرَفِ الْمَوَارِدِ
**
وجاء ناس من الدهاقين إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
فتعجب الناس من غلظ رقابهم وصحتهم فقال عبد الله:
إنكم ترون الكافر من أصح الناس جسماً وأمرضه قلباً
وتلقون المؤمن من أصح الناس قلباً وأمرضهم جسماً, وأيم الله
لو مرضت قلوبكم وصحت أجسامكم لكنتم أهون على الله من الجعلان.
***

مع أشعب

دخل أشعب على الحسين بن علي رضي الله عنهما، وعنده أعرابي قبيح المنظر، مختلف الخلقة
فسبح أشعب حين رآه وقال للحسين: بأبي أنت وأمي، أتأذن لي أن أسلح عليه؟
فقال: إن شئت. ومع الأعرابي قوس وكنانة، ففوق نحوه سهماً
وقال: والله لئن فعلت لتكونن آخر سلحة سلحتها.
فقال أشعب للحسين: جعلت فداك، أخذني القولنج.
***


من أخبار العشّاق

أخبار كعب وصاحبته ميلاء

هو أبو خثعم كعب بن مالك أو عبد الله أو خثعم بن لابي بن رباح بن ضمرة طائي
وميلاء هي بنت لابي بن رباح أصغر أخواتها كانت أجمل نساء الحجاز
وكان كعب قد خطب إلى عمه أخت ميلاء، وكانت تسمى أم عمرو فزوجه بها
فشغف بها شديداً وألفها طويلاً وأنه دخل عليها يوماً فوجدها قد نضت ما عليها وهي عريانة
فسرته حين نظر إليها، فقال: أنشدك الله هل تعلمين امرأة أحسن منك؟
فقالت: نعم أختي ميلاء فقال: ومن لي بأن أنظرها؟ فأخبأته وأرسلت إليها فحضرت
فلما رآها وقعت من قلبه موقعاً أدى إلى زوال عقله من العشق فانطلق في طلبها
فاستعرضها وشكا إليها ما لقي من حبها، فأعملته أنها أعظم من ذلك في حبه
وشعرت أختها فتبعتها فرأتهما يتشاكيان المحبة فمضت إلى اخوتها وكانوا سبعة
فأخبرتهم بذلك، وقالت: إما أن تزوجوا كعباً من ميلاء، أو تغيبوها عني
فلمّا علم بمعرفة اخوتها به هرب إلى الشام فمكث بها أياماً
وأن شامياً خرج يريد الحج فضلت به الطريق فاسترشد امرأة
وكانت بالتقدير المحتوم ميلاء وإلى جانبها أختها فأنشد الشامي متمثلاً:

أفي كل يوم أنت من بارح الهوى ... إلى الشمّ من أعلام ميلاء ناظر
بعمشاء من طول البكاء كأنما ............ بها حرّ نار طرفها متحادر
تمنى المنى حتى إذا قلت المنى ........ .جرى واكف من دمعها متبادر
كما أرفض سلك يعد ما ضم ضمة ....... بخيرط الفتيل اللؤلؤ المتناثر

ولمّاأنشد الشامي الشعر سألته: ممن الرجل؟ قال: من الشام
قالت: أو تعرف صاحب الشعر؟ قال: هو أعرابي اسمه كعب.
ولما أخبرها باسم الأعرابي أقسما عليه أن لا يبرح حتى ينظره أخوتها
فإنهم يكرمونه ثم سألتاه هل تروي له غير ذلك؟ قال نعم وأنشد:

خليليّ قد رضت الأمور وقستها............... بنفسي وبالفتيان كل مكان
ولم أخف يوماً للرفيق ولم أجد ................. خلياً ولاذا البث يستويان
من الناس إنسانان ديني عليهما ........... مليان لولا الناس قد قفياني
منوعان ظلامان ما ينصفانني ................ بدلهما والحسن قد خلباني
يطيلان حتى يعلم الناس أنني ................ قضيت ولا والله ما قضياني
خليليّ أما أم عمرو فمنهما .................وأما عن الأخرى فلا تسلاني
بلينا بهجران ولم ير مثلنا .................. من الناس إنسانان يهتجران
أشد مصافاة وأبعد عن قلى .................. وأعصى لواش حين يكتنفان
يبين طرفانا الذي في نفوسنا ............ إذا استعجمت بالمنطق الشفتان
فوالله ما أدري أكل ذوي هوى ................ على شكلنا أم نحن مبتليان
فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى ............. فبي كل يوم مثل ما ترياني
خليليّ عن أيّ الذي كان بيننا .... من الوصل أو ماضي الهوى تسلاني
وكنا كريمي معشر حم بيننا .................. هوى فحفظناه بحسن صيان
نذود النفوس الحائمات عن الهوى ............ وهن بأعناق إليه ثواني
سلاه بأم العمر يشفي فقد بدا ............ به السقم لا يخفى وطول هوان
فما زادنا بعد المدى نقص حده ............... ولا رجعنا عن عملنا ببيان
خليليّ لا والله ما لي بالذي ............... تريدان من هجر الصديق يدان
ولا لي بالهجر اعتلاق إذا بدا .................. كما أنتما بالبين معتلقان
ولا لاهياً يوماً إلى اليوم كله .......... ببيض لطيفات الخصور رواني
يمنيننا حتى يرعن قلوباً .................... ويخلطن مطلاً ظاهراً بليان
أعينيّ يا عينيّ حتام أنتما ................... بهجران أم العمر تختلجان
فما أنتما إلا عليّ طليعة ................. على قرب اعتدائي كما ترياني
فلو أن أم العمر أضحت مقيمة ...... بمصر ودوني الشحر شحر عمان
إذن لرجوت الله يجمع بيننا .................... وأنا على ما كان ملتقيان
من البيض نجلاء العيون كلاهما .......... مقيم وعيشي ضارب بجران
أفي كل يوم أنت رام بلادها .................... بعينين إنساناً هما غرقان
إذا ذرفت عيناي قالت صحابتي ................ لقد ولعت عيناك بالهملان
ألا فاحملاني بارك الله فيكما .............. إلى حاضر الروحاء ثم ذراني


ثم إنّ الرجل الشامي نزل وجاء اخوتهما فأكرموه ودلوه على الطريق
بعد أن استخبروا منه عن كعب وموضعهن ثم توجهوا في طلبه
وضعفت ميلاء بصداع أصابها, فلما حضروا بكعب نزل ناحية
وصادف وقت وفاتها فرأى الناس عند البيت مجتمعين
فأحس قلبه بالشر. فقال لصبي بإزاء البيت الذي هو فيه من أبوك؟
قال: كعب وكان تركه صغيراً حين مضى إلى الشام فقال له:
ما اجتماع الناس على طنب هذا البيت؟ قال: على خالتي ميلاء ماتت الساعة.
فلما سمع ذلك وضع يده على قلبه واستند إلى طنب البيت، وحرك فوجد ميتاً
فدفنوه إلى جانبها رحمة الله عليهما.
***
مع مزبد

أخذه بعض الولاة وقدأتّهم بالشرب، فاستنكهه، فلم يجد منه رائحة فقال: قيئوه.
فقال مزبد: ومن يضمن عشائي أصلحك الله؟
فضحك منه وأطلقه.
**
وقيل له: ما بال حمارك يتبلد إذا توجه نحوالمنزل وحمير الناس إلى منازلها أسرع؟
قال: لأنه يعرف سوء المنقلب
**
ونظرت امرأته وهي حبلى إلى قبح وجهه، فقالت:
الويل لي إن كان الذي في بطني يشبهك.
فقال لها: بل الويل لك إن لم يكن يشبهني.
***


يتبع إن شاء الله
رد مع اقتباس