عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-07-2013, 01:12 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية الَتوْأمَ الجزء السابع



حكاية شعبية

الَتوْأمَ

الجزء السابع



عجوز منكرة الخلق, تقف على رأسه
فنظر إليها فزعا, وأراد أن يتكلّم, فأشارت له أن أصمُت فصمت
عندها قالت العجوز : وقعت في يدي أيها الشقي ...
الا تعلم أن هذه الأرض ملكي, وأن هذه الفيافي حِكرا عليّ
فلم تركت الطريق المُستقيم, وأقتحمت مملكتي ؟
قال حسين مُدافعا عن نفسه وهو يبكي : لم أكن أعلم أن هذه الأرض هي مُلكا لك
فأعذريني يا صاحبة الجلالة
عندما سمعت العجوز هذا الإطراء, داخلها الغرور, وطغى عليها الشعور بالعظمة
فوقفت متغرطسة, وشمخت بخشمها المنكر, ثم مدت إليه يدها القذرة وقالت :
قبِّل يدي كي أعفو عنك, فأخذ حسين يلثم يدها القذِرة, فلمّا رأت ضعفه و إستكانته
ضحكت العجوز المُتكبِرة, وأظهرت كوامن نفسها المريضة
وبانت نزعتها التسلُطِيّة, وصاحت به مُستنكرة ضعفه :
يا لك من جبان رعديد أهكذا تستسلم لي دون مُقاومة
سوف أريك من العذاب ألوان, وأسقيك من كأس الذُل والهوان
فبكى حسين وناح على نفسه, وتذكّر ما كان فيه من نعمة وعافية
و أمن و أمان, ورغد عيش, تحوطه أمه بعنايتها, ويحرص عليه أخوه
حِرص الأب على إبنه الوحيد ... ولام نفسه وعاتبها
وندِم على التسرُع والعجلة, وأيئس من النجاة. فبكى حتى أغمي عليه
كانت العجوز ترقص فرحا وطربا, وكأن



بُكاء حسين موسيقاها المفضلة
ولكنها لم تُشبع رغبتها النازية, فلذلك حرّكته وزعزعته حتى فاق
ثم قالت له مُستهزئة مستخفة : سوف أمُنُ علك بفرصة للنجاة, ففكت قيوده
وقالت له آمره : أتبعني إن أردت السلامة وإياك أن تحاول الهرب
فتبِعها خاضعا حتى دخلا ذلك الكوخ الحقير فأسرجت على مِسرجة ضعيفة
ثم جلست, وأجلست حسين أمامها, وقالت له :
سألاعبُك "دست" "جنجنفة" ... فإن فُزتُ عليك مرة واحدة صرت ملكا لي
أفعل بك ما أشاء, وإن فزت أنت عليّ ثلاث مرّات فعلت لك ما تشاء
وافق حُسين دون قيد أو شرط, لأنه كان مرعوبا, ينشد النجاة
كانت يدا حسين ترتجفان من الرُعب, ولكنه تماسك مؤملا نفسه بقهر العجوز
مالت كفة اللعب لصالح حُسين, فرفعت العجوز يدها في حركة مريبة
وما هي سوى لحظات قليلة, حتى انطفأت المسرجة
فأستغلّت العجوز الظُلمة وخلطت الأوراق ثم أضأت المسرجة, و قالت :
إنك قد غششت في الظلمة, ولا أرضى حتى نعيد اللعب مرة أخرى
لم يكن بيده غير الموافقة والرضا ...وهكذا فعلت معه حتى تمكّنت من هزيمته
عندها كشّرت عن أنيابها, وصاحت به :
صرت الآن مِلكا لي, وأنا أجعلُك حيوانا بِسحري ...
فأختر أي حيوان تحب ان تكون على هيئته ؟
بكى حسين وأستعبر, لكنها لم ترحمه, ولم ترثى لحاله
فقالت له متوعّدة : فإني أسحرك, وأجعلك خنزيرا
فصاح حسين : لا ... لا ...
أرجوك ليس خنزير, بل أسد
عندها تمتمت الساحرة بكلمات وطلاسم سحرية
فتحول جسم حسين إلى جسم حِصان, ثُم إقتادته إلى الزريبة
في ذات الوقت, كان حسن وأمه في حالة من اليأس والإحباط
فهما لا يعرفان ما الذي فعلاه ولم يُعجب حُسينا؟
ولا يعلمان ما سبب رحيله
فعيل إصطبار أم حسن, ونفذ جلدها وأوهى عزيمتها إنقطاع أخبار حسين
فضاعفت من محبتها لحسن, لأنه كل ما بقي لها
فكانت تخاف عليه من نِسمة الصباح, ولا تُحبُ أن يغيب عن عينها أبدا
أما حسن فلم يهنأ له عيش, ولا طاب له مُقام فقرر الخروج في أثر أخيه

يتبع أن شاء الله


التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 29-07-2013 الساعة 02:29 AM سبب آخر: خط
رد مع اقتباس