[ناجى جوهر]

السلام عليكم أستاذ / خليل عفيفي
قيل:
وقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ
وهذا ما حال بيني وبين التعبير عن إعجابي الشديد بالرمزية العميقة
أمّا اللغة فالأستاذ خليل عفيفي من أساطينها فلا عجب
وأتساءل لم حرمنا الأستاذ خليل من بعض هذا الفيض
الأدبي المنهمر بأجمل الصور اللفظية والإستدلالية في القالب القصصي طوال الوقت؟
عموما فإن بداية الغيث قطرة
وهذا ما أتمناه منكم في هذا القسم, فالقصة والحكاية لا تقلاّن أهميّة عن بقيّة الفنون الأدبيّة

أمّا بطاقة الدخول فقد أدخلتنا في عالم يحاكي الواقع بإمتياز
لقد شعرنا بالتعاطف مع الراوي المجبر على ركوب أمواج رمال الصحراء
بعد إنتظارٍ كان لوحده فاتكا فكيف وقد رافقه الجوع والعطش؟
و لا أخفي عليك أن رهبة فضيعة إعترتني وأنا أتخيل جيوش الهواجس السوداء
وهي تزحف زحف جحافل التتر مستخدمة طلح الصحراء للتورية
وفي نفس الوقت كانت القريحة تتخيّل ملامح ريم الفلا أو بالأحرى سلوة الخاطر
في مثل هذا الموقف العصيب, وسرعان ما تملكنا الرعب والهلع مجددا
عندما جسّد الكاتب بمهارة فائقة عضّات عقارب الزمن وأخواتها الكامنة في الظلام
يعززها عواء الذئاب وزمجرة الضباع الجائعة وفحيح الأفاعي ذات الأجراس

وقد لا يكون الجوع مبررا مقبولا يسمح بالتسلّط على ما هو الآخرين
وأجد في تالي الأحداث عقوبة سماوية مناسبة ردا على العدوان
وإن كان المغامر قد لجاء إلى الله الصمد متأخرا
فكانت الجائزة أرانب في الفرن.

أبدعت أستاذ / خليل عفيفي
فلا تحرم محبي حرفك من هذا الجمال الأدبي
وأعتذر إليك على تأخر شكري وإمتناني
وشرّفتنا في القصة القصيرة
فيا لبهجتنا وسعدنا بقدومك المبارك
وتقبّل تحياتـــي