الموضوع: جواهر
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 03-07-2011, 10:47 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

نادت على نادل المقهى بأعلى صوتها.....سألته عن موعد عودة فوج المتدربين على الغطس.....أخبرها أنهم غادروا منذ ساعة ولن يعودوا قبل ساعتين.



لست أدري ماذا حل بها تلك الساعة، قالت وهي تحاول الوقوف "هيا بنا إلى البيت"........ارتبت في قولها كلمة "بيت" لأنها اعتادت أن تسمي غرفتي "مكانك" وأحياناً تأتي به بالإنجليزية فتقول " your place " ......سألتها "أي بيت تقصدين؟"


قالت "بيتنا وليس مكانك"....كانت صدمة لي ... تمنيت أني لم أرضخ لدموعها في الصباح....



مشت أمامي خطوتين وأنا ما زلت واقفاً أحاول استيعاب الموقف، التفتت لي قائلة "مالك؟! هل نسيت كيف تمشي!!!"



تبعتها وأنا مطرق إلى الأرض...



-بالطبع لم أنسى يا جواهر، لكني كنت أتذكر أنك قبل سويعات كنت تبكين لكي لا تذهبي إلى البيت!!!! ماذا حصل.



-لم يحصل شيء.......وهل قلت أنا أنه حصل شيء!؟!؟



-إنك شديدة الغموض ، وهذا يخيفني.........سأوصلك إلى الباب وأذهب....يمكنك الإتصال بي متى تشائين.



وافقت وبسرعة ولم تظهر أي امتعاض.....لم أكن أتوقع أن ذلك سيسبب لي حزناً شديداً.....كنت على وشك البكاء ولم أتخيل نفسي أدخل الغرفة بدونها، لم يبقى إلا أن أترجاها أن تعدل عن رأيها وتبقى معي ولو ليوم واحد.


لا أعرف كيف استطعت قيادة السيارة، كان ذهني مشلول بالكامل ولو نظرت اليها لكانت رأت دموعي في عيني.....


بعد ما يقرب من ساعة كنا نقف أمام بوابة ضخمة، أطلت جواهر برأسها من النافذة وأخذت تصرخ بأعلى صوتها على الحارس ليفتح ......فتحت البوابة على ساحة واسعة تحيط بها حديقة غناء ويتوسطها دوار صغير ، طلبت مني الدخول وبمجرد دخولنا طلبت من الحارس إغلاق البوابة.........التفتت إلي حينها مبتسمة وقالت "لنرى كيف ستخرج الآن!!!"


بالفعل انطلت علي حيلتها ...... لكني كنت رغم كل شيء سعيد بأنها لا تنوي التخلي عني .....من الساحة المواجهة للبوابة دخلنا في شارع تحفه النخيل حتى انتهينا إلى المبنى الرئيسي....طلبت مني جواهر أن أتجاوز المبنى وألتف وراءه حيث وجدنا بوابة أخرى....طلبت مني التوقف أمام الدرج مباشرة ، أحد المستخدمين الذين كانوا على الجهة الأمامية كان يهرول خلفنا، يبدو أنه استغرب دخول سيارة مثل سيارتي والتفافها خلف المبنى، حين رأى جواهر تنزل زال عبوسه.....طلبت مني جواهر أن أترك السيارة له ليوقفها في الموقف.


أقل ما يمكن أن يقال عني وأنا أقف حينها أني خائف....نظرت إليها وقد اعتلت درجتين .....أشارت لي بالتقدم، فتحت البوابة وخرجت منها خادمة فلبينية تعتذر بشدة لجواهر عن تأخرها في الخروج لمساعدتها......لم تفاجأ الخادمة كثيراً برجل جواهر المكسورة، توقعت أنها هي من كانت تكلمها في الصباح عندما فرغت بطارية هاتفها.


دخلت جواهر تساعدها خادمتها وتبعتهما .....بعد البوابة مباشرة أخذنا المصعد إلى قسم جواهر في الدور الثاني.


فهمت لماذا تسمي جواهر غرفتي بالمكان، غرفة الترفيه، كما سمتها، في قسمها تعادل ثلاثة أضعاف مساحة غرفتي البائسة، أكثر ما أثار السخرية في نفسي هو جهاز التلفزيون الذي بغرفتي عندما رأيت جهاز السينما المنزلية الذي لديها.....وأكثر ما سرني هو أني أرتدي الملابس الغربية التي اشترتها لي جواهر وإلا فإني سأبدو كنغم نشاز حتى أمام المستخدمين.


استأذنتني جواهر للذهاب لغرفتها وتبديل ملابسها بمساعدة خادمتها.....عادت الخادمة بعد أن أوصلتها لتسألني إن كنت أريد شيئاً من شراب أو طعام.....ومع رفضي إلا أنها أصرت متذرعة بأن جواهر ستغضب منها......نصحتني بعصير فقبلت.


لا حظت وجود كاميرا مراقبة في غرفة الترفيه، وأخرى في الصالة التي تفصلها عن غرفة جواهر......تعودت أن أرى مثل هذه الكاميرات في محلات الصرافة والبنوك أما في البيوت فكان هذا غريب بالنسبة لي.


للقصة بقية....
رد مع اقتباس