[حمد العبيداني]

(( طعـم النوى ))
حلف الهوى ليذيقني طعم النوى

فأستوقد الأشواق في أحشائي

وغدوت أنسج بالخيال شواهداً

فيها أعانق من أحب شقائي

وتناغمت دقات قلبي ترتجي

قدر ليسمح أن يكون لقائي

أرق يسامر مدمع مني جرى

حتى ذهلت من إغتزار بكائي

إني عجبت لنفسي كيف أتركه

وهو الذي يرتاح عند بقائي

ما بيننا بعد أشغل خاطري

بهواجس الأحزان عند مسائي

لو يغمض الجفن بعين لم تنم

إستكثر الهمّ لها الإغضائي

قد فاق صبري إشتياقٌ جارف

خذل الجوارح دون ما إستثنائي

هجرت شجوني كل لحظة راحة

وحسبت بعدك إختبار وفائي

كم زادني منك التنهد حسرة

حتى بدت تنشل بي أعضائي

إني أحس بما تعاني في الجوى

ما قد أصابك يالحبيب بلائي

لمح الملا حالي فخالوا أنني

أستنجد الطب لأجل شفائي

ما أستشعروا مما تعاني ياهواً

قد كنت كل القصد عند دعائي

من قال أني في إحتياج مداوياً

لقياك من بين الأنام دوائي

فياليت همّك يستقر بأضلعي

ماهمني إن حلّ بي الإعيائي

لن أشتكي الدهر ولست ألومه

حتماً ساحظى منه برخائي

سأصبر النفس وأكتم لوعتي

مستجلد لو طال بي عنائي