[يزيد فاضلي]

..لا فـُضَّ فوكَ أبداً-أخي الحبيب ناجـــي-وجزاكَ الله تعالى كل الخير والجزاء الأوْفـى على هذه التذكرة النافعة الجليلة الهادفة...

إنني أقرأ وأردد وأكرر..وقلبي-يعلم اللهُ-يترنح بين الخوف والرجاء..!!!

أيْ واللهِ نعَمْ..!! وهلْ من سِمَةٍ لعصرنا المادي الأغبر هذا نصفه بها غير كوْنِهِ عصرَ الجفاءِ والعقوق وقطع الأرحام بامتياز..؟؟!!!

فإلاَّ مَنْ رحِمَ اللهُ-وهم قليلٌ-لا نكادُ نجدُ قرابَة ًإلا ووشيجة الرحم يَعلو جُؤارُها إلى بارئها،تشكو القطيعة والقاطعين..!!!

كثيرٌ منا-أخي الحبيب-تراهُ يجولُ ويصولُ يَمنة ويَسْرَة،ويُحسِنُ الخوْضَ في دقائق الأمور هنا وهناك،لا يكادُ يوجدُ موضوعٌ إلا ويستعرض فيه عضلاته اللسانية أو القلمية أو العلمية،حتى إذا شاءت الأقدارُ أن تقتربَ من حياته الخاصة،فإذ بكَ تتفاجأ بالحالة المُزرية التي عليها علاقاتِه مع رحِمِهِ من جهةِ أبيه أو أجهة أمه..فبالكاد يَعرفُ له عمًّا أو عمة ًأو خالاً أو خالة ًأو أبناءَ عمومةٍ أو أبناءَ خالةٍ..!! وعندما تسأله عن هذه المأساة العائلية-رغم كوننا مسلمين ونحن أولى الناس بأن نكون أسوة وقدوة في هذا المجال-قال لكَ : إنها مشاكل الدنيا وخصوماتها..أو قال لكَ : إنه الوقت الصعب الذي لمْ يتركْ لنا فرصة الاستقصاء والتقرب من أهلينا..!!! هكذا تأمَّلْ..!!

نعَمْ أخي..مهما تكن مشاكلنا..ومهما تكنْ خصوماتنا العائلية..ومهما تكن الأعذار...فابن الأصل وبنت الأصل سيظهرُ معدنهما الحقيقي هنا..في الميدان الحقيقي الذي سيُميز ويُغربلُ معادننا ويُحددُ لها سِعْرَها الحقيقي...و ( اللي ما لو خير في أهلو عُمْرُو ما يْكونْ ليه خير عند الناس )...

دعكَ من أولئكَ الذين لا يُحسنون صناعة المبادئ إلا على الورق وبين القصائد العصماء والخواطر اليتيمة..واغسل يديْكَ سبعاً منهم إلا حين تعلمُ وتتأكد أن هذه المبادئ التي يُسوقونها لها رصيدٌ واقعيٌّ مَيْدانيٌّ في حياتهم الخاصة والعامة...

شكراً-أخي الحبيب-على هذه الهمسة الإيمانية العظيمة،علنا نتعظ ونعتبر،فتخشَعَ قلوبُنا وتلينُ،ونرقعُ في ثوب ديننا ما مزقه الحِرْصُ على الدنيا وجيفتِها..!!!

جعلنا اللهُ تعالى-وإياكم-ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنه..ولا أسكتَ الله لكَ حِسًّا أبداً...