الموضوع: امرأة بلا قلب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-05-2016, 01:29 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي امرأة بلا قلب

تزوج الحاج مرزوق، من امرأة غريبة الوجه واللسان ، بعد موت زوجته الأولى، التي خلفت له بنين وبنات صاروا رجالا ونساء، أقبلت عليه المرأة الجديدة، بالفقر المدقع، والألم الموجع، فبعدما كان رجلا ميسور الحال، يملك مزرعة وماشية، وأرضا ادخرها لمقتبل أيامه، أصبح لا يملك شيئا، سوى منزله البسيط، وابتعد عنه أبناؤه من زوجته الأولى، وشغلتهم الحياة عنه، فصار سلطان هذه المرأة عليه بغيضا، فمرض الرجل، وأصيب بالشلل؛ نظرا لما يقاسي من شدة من امرأته حادة الطباع، فأصبح لا حول له ولا قوة، فذل وخضع، بعد أن صارت تمد يدها عليه ضاربة؛ لما ترى من ضعفه ووهنه، مع كبر سنه.
أخذت هذه المرأة تصول وتجول، ولا رادع لها، وقد رزق الحاج مرزوق من هذه الغريبة بولد وابنتين، وكانت ابنته زينب تكبر إخوتها عمرا ، حيث بلغت السنة الحادية عشرة من عمرها، ولكن هل توقف جور تلك المرأة على زوجها فقط، للأسف الشديد الشديد لا، وإنما بدأت تزج بابنتها الطفلة الصغيرة، إلى مواطن الفحش والفجور، منتهكة طفولتها البريئة، مستبيحة ما حرم الله، وهي ابنتها أثمن من كل ثمين عندها، ولكن أنى لهذه المرأة...إدراك ذلك.
كان جيرانها يشعرون، ويدركون ما يحدث في بيت الحاج مرزوق، ولكنهم لا يحركون ساكنا، والأيام تمر بكل ما تحمل من هموم وأشجان، وخزي وعار، حتى صارت، الطفلة المسكينة في الصف السادس بعد رسوبها سنتين متواليتين في الخامس، بدأت المعلمات يلاحظن بؤس هذه الطفلة، وتحنبها لطالبات المدرسة، وشدة ضعف مستواها الدراسي، وأن هناك أمر تحاول إخفاءه، حتى اقتضت حكمة الله تعالى، أن تلاحظ إحدى المعلمات بعض آثار ضرب وحرق، تحاول الطفلة عدم إظهاره، بمد كمها، ولكن المعلمة أصرت على الطالبة أن تكشف عن ساعدها، وهنا كانت المفاجأة التي زلزلت كيان تلك المعلمة وهي تشاهد آثار الضرب المبرح ، والحروق الغائرة في ساعد تلك الطفلة البائسة، وهنا تم تحويل الموضوع إلى الأخصائية الاجتماعية، التي استطاعت أن تحمل الطالبة على البوح بما يجول في خاطرها، وتتمزق له نفسها ألما وحزنا، مضمونه، أن أمها تكرهها على البغاء، مع بني قومها من الوافدين الغرباء مقتاتة من شرف وعرض ابنتها المسكينة.
انقبضت الأنفاس، وتسارعت ضربات القلوب، وتلاحقت اللعنات على هذه المرأة الملقبة بالأمومة، وصار الأمر إلى أصحاب الشأن وتمت زيارة بيت الحاج مرزوق، والوقوف من كثب على هذه المأساة، بل الجريمة النكراء، ومعرفة أطرافها، فأقر المسكين بكل ما يحدث، له على يد هذه المرأة، من ضرب وشتم، وانتهاك لحرمة بيته، فكان القرار أن يؤخذ الأطفال من حضانة الأم، وأن تغادر البلاد، لتعود من حيث جاءت بخطيئتها العظيمة، وهنا اعترض الحاج مرزوق على سفر المرأة محتجا بعدم وجود من يرعاه، وهو عاجز تماما عن رعاية نفسه، تم إلحاق الطفلتين والولد بأختهم الكبرى من أبيهم، وتحولت الطفلة إلى مدرسة أخرى، عسى أن يهيأ لها ربها من أمرها رشدا.
رد مع اقتباس