[يزيد فاضلي]

..ليسَ أروَحُ للمرءِ فينا ولا أجملَ من أن تلتفًَّ القلوبُ الدافئة حول شخصهِ القليل المتواضع،يتماهَى في حبها ويرتشفُ من ينابيع أخوَّتِها،إذ أن رأسَ المال في حياةِ أحدنا-لو تأملنا ببصائرنا جيداً قِيَمَ الأشياءِ وموازين الأمور-هو في ذلكَ الالتفافِ الحاني الذي يتسامَى-في دنيا العٍلاقاتِ والمبادئ الإنسانية الحقيقية-فوق رعونةِ الأهواءِ ومساحةِ الحساباتِ الماديةِ الضيقة...

إن مجردَ الشعور بأن أعيُناً تراعاكَ بالحب الصادق وتشيِّعُكَ بالتقدير الوادِع لهُوَ-في تقديري-النعمة الكبرى التي تستدعي من المرءِ دوامَ الشكر والثناء والحَمْدِ لصاحب الحمد سبحانه وتعالى...

ولنْ أتألـَّى أبداً-أحبتي الأخلاء الأوفياء-إن قلتُ في غير مبالغةٍ أو مزايدةٍ أنني مذ قادتني المقاديرُ الحسنة إلى هذه الدوحةِ الأدبية الإبداعية الوارفة وراحتْ قريحتي تطأ بمدادها المتواضع أديماً من تربتها الطيبة العَبقة إلا وتأكدَ لديَّ أن هذه الدوحة العُمانية إنما تغرفُ روادَها صفاءَ الحبِّ قبل مراسيم الانضمام ونقاءَ المعاملة والعِشرة قبل فرماناتِ التسجيل والعضوية...

والذي أعرفه عن نفسي-أحبتي-أنه لا يأسِرُها شيءٌ في دنيا العِلاقاتِ مثلما تأسِرُها الأخوَّةُ الدافئة والحبُّ الأخويُّ الصادقُ...

وإيماني الراسخ دائما هو أنه إذا فاتتنا في دنيانا هذه الرسمياتُ من العِلاقاتِ،فلنْ تفوتَنا أبداً علاقاتُنا القلبية والأخوية،لأنها الأقومُ والأشملُ والأدومُ...

إن الحبًَّ الرقيقَ المُجردَ،يُطوقُ عنقي ويجعلني-يعلمُ اللهُ-أرضاً لأهله وهم فوقي سماءٌ ولا أبالغ...

ولقد وجدتُ في هذه المنتدياتِ الكريمة-أحبتي-من حفاوةِ الترحاب الأخوي والاحتفاء بما أكتبُ-وهو قليلٌ-ما يجعلني أتجشمُ بينكم عناءَ القيام بردِّ الجميل بالمثل..فما كادتْ مشاعري تستقرُّ على رقائقَ من أخوَّتِكم الحانية حتى جاءتْ هذه المكرمة الكريمة ( مكرمة الارتقاء بشخصي وقلمي المتواضعيْن لزمرة الإشراف ) لتزيدني شَرَفاً على شرفٍ وتكريماً على تكريم..فللهِ الحمدُ والشكرُ أنْ نظرَ إليَّ خالقي سبحانه وتعالى،فرطبَ لي قلوباً أحبتني وحملتني في سويدائها-على بُعْدِ المسافاتِ المكانية بيننا-وما كنتُ أملِكُ من أمري شيئا..فحمداً لله أولاً وأخيراً...

ثم الشكرُ مَوْصُولٌ لأخي الحبيب الأستاذ سالم الوشاحي على هذه الثقة الغالية التي سأبقى-بإذن اللهِ-مُعتزًّا بها،وفيًّا لضريبتِها،مخلِصاً في دربها..فجزاكَ الله خيراً-أخي الحبيب-وكنْ على يقينٍ أننا لن ندخرَ وسعاً في تقديم الأرقى والأجمل لمنتدياتِنا بما فتحَ اللهُ علينا في فكرنا ومشاعرنا وتجاربنا،وكل ما نأملُ أن نكونَ-ونحنُ في الثغر الأدبي الذي وضعتـَنا فيه-عند حُسْن الظن بمعيةِ إخواني المشرفين الآخرين،وهم أهلُ السبق في هذا المجال...

كما أشكرُ أحبتي الخـُلَّصَ-من الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات-الذين رحبوا بوفادتي على منصة الإشراف :

أختي البديعة الأصيلة الديمة...أخي الحبيب البديع عبد الله الراسبي...أختي الأصيلة البديعة قوافي...أختي الأصيلة البديعة سعاد زايدي..أختي البديعة الأصيلة أسيرة البدر..أختي البديعة الأصيلة سوبر..أخي الحبيب البديع الأستاذ خليل عفيفي..أخي الحبيب البديع عامر الناعبي..أختي البديعة الأصلية ياسَمين..أخي الحبيب البديع كمال عميرة...

أشكركُم...أشكرُكم جميعاً..وواللهِ كم وددتُ أن ألقاكم فرداً فرداً،لأفرشَ لكم من شغافِ قلبي بساطاً من عرفانٍ وامتنان ولأحتويكم جميعاً بين أضلعي وأنفاسي،لأنكم-أحبتي-في القلبِ حبَّتـُهُ وفي العيْنِ أحداقـُها وضياؤها..

وعهداً لكمْ-أحبتي-لا أخيسُ به أبداً أن أمضي وإياكم في هذا الدرب الإبداعي الذي آليْنا على أنفسنا جميعاً أن نمشي-في ثباتٍ وإشراقٍ وإبداعٍ-إلى غاياته المرسومة وأهدافه الكبرى،يَحدونا في ذلكَ شرَفُ المقصدِ ومَضاءُ العزم و محافز التوثبِ الجميل الخلاق..

قلتُ نمشي سويا..بروح الفريق..يَعضدُ بعضُنا بعضاً..إذ لا معنى للإشرافِ أو الرقابةِ إذا لم يكنْ هناكَ قلبٌ جمْعيٌّ كبيرٌ يجمعُ في العمل الجاد ما تبعثرَ من المشاعر وتفرق...

أومنُ دوماً-أحبتي-أن الإشرافَ تكليفٌ قبلَ أن يكون تشريفاً وبقدر الإحساس بتبعَةِ ذلك التكليفِ تكونُ قيمة ومكانة أي منتدىً أدبيٍّ،يبغي أن يكونَ رقماً صعباً في المعادلة الإبداعية بين حشودِ المنتدياتِ الأدبية التي تزحَمُ بها الساحة...

فلنمضِ سويًّا أحبتي..يداً واحدةً..وقلباً واحداً..ولتتحِدْ هممنا وقرائحُنا ومَلكاتـُنا ومعارفـُنا وأرصدتنا-وكلُّ يُسِّرَ لما خـُلِقَ له-على الدفـْعِ بوتيرة الإبداع الخلاَّق في هذه المنتديات إلى سامق ذُرَاها التي نأملُها جميعاً..وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائمُ...

جوزيتم-أحبتي-كل الخير على هذه الحفاوة التي ليستْ غريبة أبداً عليكم وقد خبَرْتُ قلوبَكم الكبيرة ومشاعرَكم الدافئة عن قرب..والله المستعان وعليه التكلان أن يَقدرنا على التوفيق بين التزاماتنا الحياتية المختلفة والتزامنا على حَمْلِ هذه الأمانةِ من الإشراف وهو يتولانا ويرعانا جميعاً...