[زهرة السوسن]

بين جنبي جبال من الهموم المتراكمة عبر الزمن، تبحث عن قلوب واعية، تفتتها...تزعجني كثيرا زمجرة الألم في داخلي، تقض مضجعي، تجعلني أهيم على وجهي في الساحات الواسعة، أتصفح الوجوه المبتسمة، لأختلس شيئا من بريقها الأخاذ، أمضي أحث الخطا، تماما كما كان الحوذي العجوز، (أيونا بوتابوف)، يفعل، باحثا عمن يشكو إليه كآبته، عندما فقد ابنه الوحيد والحبيب، يجوب الطرقات في أيام وليالي الثلج القاسية، يبدأ مع ركابه سرد حكايته المؤلمة فلا يهتم لمشاعره أحد أبدا، ينقلب على عقبيه، فلا يجد إلا فرسه الجائع، فيبدأ وصف ما حدث لابنه، كيف مات، وماذا قال قبل موته، وما سبب وفاته، كل هذا العناء وهذه المشقة، لشدة حاجته إلى من يصغي إلى ألمه، فما وجد إلا الفرس، والمهم أنه وجد من يصغي دون مقاطعة، هكذا نحن عندما تداهمنا الكآبة وتحتوينا، نحتاج إلى من يطفئ نار الوجد في أعماقنا ما نحتاجه، هو مجرد مساحة من الزمن عند الآخرين؛ لنشعر بالراحة ولو قليلا،