عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-05-2015, 12:58 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية سلالاّمة وذيل العجوز10



حكاية شعبيّة

سلّامة وذيل العجوز


(10)



فألقت نظرة, فأستحسنت ما رأت وسمعت
وأعجبها سمته وهيئته فأستدعت خادما لها،
وأمرته بتعقّب الفتى إلى حيث يأوي وبعد ساعة عاد
وأخبرها عن مكانه فأرسلت من يأتي به في الحال، طيبا أو كرها ذلك
لأنها وجدت فيه ضالتها، فهو غريب، وتبدو عليه أمارات النبل والشهامة
ولن يرفض مطلقا عرض الملكة.
وعندما دخل عليها وعرضت عليه الزواج منها, كشف لها عن حبّه
وعشقه المكنون, وبين لها أن الحب هو ما حمله على الرحيل في طلب
مهر محبوبته, فغضبت من صراحته، غير أنّها أعجبت بوفائه وإخلاصه،
فقالت له: سوف إختبرك ثلاثة إختبارات, فإن تجاوزتها أهديتك مهرا يليق بأميرة.
وإن فشلت تزوّجتني وأقمت في قصري.وليس لك خيار، ثم أمرت بإخفاء
صندوقا مليء بالمجوهرات، بين أغصان سنديانة شامخة، على ضفة
النهر، وكلّفت عسسها بمراقبة ذيل العجوز، خشية هروبه، ثم خرج
المنادي، يعلن عن كنزٍ ثمين مخبأ في النهر، فمن إستخرجه فهو له, وحدد
موعد للتنافس, فحضر الرجال من مختلف الأعمار للبحث الكنز, وقدم ذيل
العجوز برفقة مضيفه الشيخ, بينما نصب عرش الملكة على الضفة, فكان
كل من ينظر في النهر يرى الصندوق على مقربة من الشاطئ,
فإذا قفز أحدهم وبحث عنه لم يجد شيئا. بينما كانت الملكة تضحك في سرور.
ثم تأمر بإخراج الفاشلين. فيجلدون. وبعد ركود المياه، أمرت بنزول
مجموعة أخرى, ففشلوا كسابقيهم, وعندما حان دور ذيل العجوز
همس الشيخ في أذنه قائلا:
إنّ الكنز على السنديانة وليس في النهر, فأبحث عنه هناك فما في النهر
سوى صورته. وعندما نزل المتنافسون إلى النهر، صعد ذيل العجوز
الشجرة وسط سخرية وتهكّم المتفرّجين، ولم يطل بحثة,
فلقد عثر على الصندوق المليء بالمجوهرات بين الأغصان. وعندما قدّمه إلى الملكة
استقبلته مغتاظة, لكنّها وفّت بوعدها ومنحته الصندوق بما فيه, ثم أعلنت
عن منافسة أخرى وهي العثور على جارية من جواريها تقف ضمن عشر
جوار أخرى، هن صورها في المرايا، وكانت المرايا تسحر من يلمسها فينام حالا
فدخل المتسابق الأول غرفة المرايا، وعندما لمس مرآة وقع
على الأرض نائما ولم يخرج, فأمرت الملكة بإخراجه, وهكذا فعل الثاني والثالث
وعندما حان دور ذيل العجوز. قال له الشيخ: المرايا لا ظلال لها
فأبحث عن الجارية ذات الظِل وعندما دخل القى نظرة فاحصة، فإذا بظلٍ
خفيفٍ منسدل تحت جسم الجارية، فتقدّم حتى قبض على ناصيتها، وحملها
وخرج بها، فأشتدّ سخط الملكة، وغضبت غضبا مروعا، لكنها وهبته
الجارية ثم أعلن المنادي عن التحدَّي الأخير، بين الملكة وذيل العجوز،
فإن تفوّق عليها وهبته ما اتفقا عليه، وإن تغلّبت عليه حق عليه تنفيذ
شرطها. وفي اليوم الموعود إجتمع الناس من كل مكانٍ ليشهدوا مصير
ذيل العجوز, وتساءلوا عن إمكانية تغلّبه على الملكة المخادعة، فحضر
برفقة الشيخ. وبعد قليل حضرت الملكة يحفّ بها خدمها ووزراؤها
وحاشيتها يتقدّمهم الحرس الملكي الخاص. ثم أقبل اثنا عشر رجلٍ يحملون
ثلاثة صناديق ضخمة فخمة مغلقة بإحكام, ووضعوها على المنصّة
المستورة المعدّة لذلك ثم خرجوا يتقدّمهم رحل يحمل مشعلا متوقدا.
وقام المنادي وقال: سوف تلقي صاحبة الجلالة الملكة المعظّمة ثلاث
أحاجي على المدعو ذيل العجوز فإن فكّ طلاسمها وعرف أسرارها، فعليه
أن يختار واحدا من الصناديق الثلاثة, أمّا صندوق منها فمملوء بالدنانير
الذهبيّة, وصندوق مملوء بالنار المستعرة، وصندوق فيه ثعابينٌ سامّة لم
تذق طعاما ولا شرابا منذ ثلاثة أعوام, فأشفق الناس على الفتى وشعروا
بالحزن والأسى على المسكين. ونادى المنادى آمرا الفتى بالتقدّم
وقبل أن ينهض قال له الشيخ:
يتبع إن شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 22-05-2015 الساعة 01:18 AM
رد مع اقتباس