عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-08-2010, 05:57 PM
الصورة الرمزية ظل الياسمين
ظل الياسمين ظل الياسمين غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: بين حدائق الياسمين
المشاركات: 109

اوسمتي

Smile شيخوخة الكرة الأرضية


تشيخ الأيام ، لتصبح سنيناً ،وتشيخ القلوب لتغدو إناءً فارغاً بلا شراييين . لكن السؤال اتشيخ الكرة الأرضية يوما ما.

كل العلامات المتطلع عليها بالاخبار. تشير وبصورة قوية بإن الأرض أصيبت بالشيخوخة بعد عمراً مديد قضته بفترة الشباب ،والذي باشر بالانتهاء جراء إهمالنا البشري لكرتنا الحبييبة وموطنا العالمي .

الفيضانات ، الأعاصير . هي وحوش الكهولة ، وأولى المراحل التي تمر بها الكرة الأرضية .قبل أن تلقى حتفها . فلا رحمة تترقبها بعدما وقعت ضحية في شباك أنانية الايادي البشرية .لا أحدٌ يبالي قط بما سوف يحصل لها . لأنها بالنهاية ليست لديها حقوق كباقينا.

اليوم بعد تساقط شعرها الأخضر، قاربت للإصابة بالصلع . أنها في ضفاف الإنتقام .والانتقام مرير . ولن يحلم أحدهم بعطفها. وأكبر دليل موت العديد نتيجة الفيضانات والأنواء المناخية .

قطعنا أشجارها حتى استصرخت ، رمينا مهملاتنا النفطية في بحارها ، ذبحنا كائناتها القابلة للانقراض لنلبس جلدها ،ونأكل من حشاها حتى الهلاك . ليس ذاك فقط بل زدنا الطين بلة حينما سخرنا علمنا لنخلق حروباً شنيعة استخدمنا بها القنابل النووية .أدت بالنهاية لصنع غيمة صناعية تلوث هواءها . كما في حدث في هيروشيما باليابان.

إذا من سيكون المسؤول عن تشييخ بسيطتنا . نحن أم أهل الفضاء . هل نحن نختبئ وراء عواقب أعمالنا . أم لم يحن الوقت لنواجه أنفسنا بالحقيقة . الأرض تحتضر بسبب انعدام ضمائرنا تجاهاها ، التي انكمشت ضمن المطامع المادية.

دوما ما نتكلم عن السلام ، الذي لم يتحقق للبشرية . غير أننا نسفه أمر ذوبان الجليد في ايسلند ،وارتفاع منسوب مياه سطح البحر . الذي سيأكلنا قبل أن تأكلنا الحروب . فأي منظمة تلك توافق على مد أنبوب تحت الماء مليئا بالنفط ، ينفجر بالنهاية خالقا اختناقا لطهارة البحر .

الأرض أطهر كائنا حي ، أنها عذراء . سلبنا نحن عنفوان أنثوتها . وجمال مشاعرها . الأرض قلبٌ اغتيل من قبل شياطين الاقتصاد . ولدت حرة لا يتسلط عليها جبروت. ترعرت بين المجموعة الشمسية مصونة لعرضها ولشرفها . فريدة من نوعها . لم تقدر قيتمها سوى منظمات حماية البيئة . التي ظهرت مؤخرا لتدافع عن حقوقها . لكنها لم تدين مجريميها .

أخيرا الحكومات مع الجهات الخاصة تحركت . قبل وشاك وقوع أرضنا العزيزة للموت . فأعلنت الحملات للحفاظ على صحتها ، بالمداومة على نظافتها ، وتقليل استخدام المصادر التي تخرج مقدارا من الغازات كثاني أكسيد الكربون .أيضاً السيارات وقعت في حب البيئة . عندما استبدلت طعامها الدسم ، بالمقبلات الخفيفة كالهيدروجين . كذلك حقائب البلاستيك قلل استهلاكها مقارنة بالحقائب المصنوعة بالمواد التي يعاد تدويرها . طبعا ليس في الغسالة . بل في مصانع مخصصة لها .

سنعرف جوهرها الحقيقي . فقط لو تخلينا تصير الروابي البهية لصحراء جدباء . و انتزاع اللون الأخضر لجلدة أمنا العزيزة الكرة الارضية ، وعندما لا يكون بها متسعٌ للتأمل بخلق الله ، ولكن للتمعن في صناعة البشر حضرتنا .
__________________
لماذا أريد الهروب بعيداً
كطيراً أبته الطيور..
من السرب لما.. أطاع الضمير...
أراح الشعور المرير
بذكر الذنوب...
وسكب العقولْ
..بميزان حقْ..
رد مع اقتباس