[ريم الحربي]

مساء الخير يا صديقي
اعتذر لأنني أتطفل
عليك هذا المساء
وسأزعجك بهذياني مجدداً
لكنني بحاجة لأن أتحدث إليك
أن أكتب إليك
وأنا أعرف أنك ستستمع إلي
كعادتك....
و أنا كعادتي أجلس أهذي
وليس معي
إلا ذكرياتي .....
أجل ذكرياتي ويبدوا أنني وحدي
من يتشبث بالذكريات
فهي متنفسي
عندما يضيق صدري
بالدخان المتصاعد حولي
وهي مصباحي الذي يبدد
مخاوفي .....
وأعترف إليك يا صديقي
أنني خائفة ......
فهذه الكراهية حولي تخيفني
هذا الشر الذي يملأ الهواء يفزعني
حتى صوت الرياح حولي
لم يعد كما كانـــ
هادئــــاً حنوناً
بل هو غاضب ..
......جداً غاضب
وكأنه ضاق ذرعاً
بكل هذا السواد الذي ملأ القلوب
وهذا السواد يخيفني
لا تندهش رجاء
فأنا أمرآة تؤمن بالإنسان
تصدق بوجوده رغم كل محاولاتهم
لإنكاره .....لنفيه
لا زلت أبحث عنه
لذا أشعر بأنني منهكة
وبأن روحي متعبه
وبأن كل ما حولي يحاربني
لسلبه مني.....
فهل يا ترى بدأت أفقد إيماني هذا ...
هل بدأت أفقد يقيني بوجوده
لا أدري ........
كل ما أعرفه أنني لا أستطيع ذلك
وربما هذا ما يخيفني
أنني لا أستطيع
حقاً لا أستطيع .....
وها أنا أجلس هادئة
وكل ما حولي يحاصرني
يهاجمني ......
كل ما حولي يصرخ بي ...
غربة في غربة
يليها ليل طويل
وظلمة في ظلمة
والعزاء فيها القليل
القليل .........
القليل من ماذا ...؟؟
القليل من ذكريات
القليل من حكايات
القليل من ضحكات
تقاسمناها وبعض الأحبة
هذا كل زادي
في ليلي الطويل
في غربتي السحيقة
في ظلمتي البعيدة
أحارب لأجلها.. ؟
أحارب لأجلهم...؟
أحارب لأجلي ....؟
صدقني لا أدري
كل ما أعرفه
أنني لا استطيع الحياة
دون ذكرياتي
دون إيماني بهم
حقاً لا أستطيع
أنت تفهمني أليس كذلك ؟
أعرف أنك تفعل
فلطالما كنت الوحيد الذي يفهم جنوني
ولا أخجل أن يستمع لهذياني



قوافي